أَقْوى منَ الرّيحِ، زَهْرُ الشِّيحِ، يا جَبَلُ فــــلا رجولـــةَ.. إلاّ أنتَ مُفْرَدُها

وَجَمْــــــــرُهُ، بلهيــــــبِ الـــروحِ، يَشْتَعــــِلُ ولا بطــــولـــــة إلاّ مِنـــــْكَ يا بَطَــــــــــــــــلُ

ودونَ صَخْـــــــــرِكَ صَخــْرٌ.. لا يطاوِلُــهُ ولا رسالـــــة إلاّ مـــــا حَمَلْــــتَ، ولا

صَخْرٌ.. ودونَكَ رَمْلٌ.. دُونَهُ الأَجَلُ! طريقَ يُوصِـــلُ.. إلاّ هـــذِه المُقـــــــَلُ!

فأنــــتَ لســـتَ مكانـــــــاً يَحْتَويـــــهِ مــــــَدىً والقابضونَ عليها.. قابضونَ على

ولا زَماناً.. يُوافي.. ثُـــــــمَّ يَرْتَحــــــِلُ! نــــارٍ.. وأرواحُهُــــمْ بالنّـــــُورِ تَغْتَســــــــِلُ

لكنّكَ الحُلُـــمُ الزَّاهـــي الــــذي رَسَمـــــَتْ ولا يخافونَ إلاّ اللــهَ، وهو لَهُـــمْ

أطيافَهُ القِيَمُ السَّمْحــــاءُ، والمُثـــــــُلُ نِعْمَ الوليُّ.. فلا خَوْفٌ.. ولا وَجَـــــلُ

وشَكَّلَتْـــــــــهُ الرّســـــــــــــالاتُ التـــــي نَزَلــــَتْ مِنْ دُونِهِ.. كُلُّ عِزٍّ لا أسـاسَ لــــهُ

على ذُراهُ، وصاغَتْ مَجْـــدَهُ الرُّسُـــــلُ وزائـــــِفٌ.. وخُرافــــــــيٌّ.. ومُفْتَعَــــــــــــلُ!

يا أَيُّهـــا الجَبــــَلُ العالـــي الذي تَعِبَـــــــتْ ونِعْمَ هذا الثَّرى المَزروعُ أفئدةً

مِنْهُ الأعادي، ولم يُتْعِبْــهُ ما فَعَـلوا! كأّنَّهــــــــــــا تَحْتَـــــهُ.. أو فَوْقَـــــــهُ قُبَـــــلُ!

لقد تَعلّـــَمَ مِنـــْكَ الصَّبْــرَ مَنْ صَبَــــروا هذا الثَّرى وَحْدَهُ الباقي.. وكُلُّ ثَرىً

وقد تَعلَّمَ مِنْكَ البـــَذْلَ مَـــــنْ بَذَلــــوا سواهُ.. ماضٍ بِمَنْ فيهِ.. ومُرتَحِلُ!

وقد تَعَلّـــَمَ مِنـــْكَ العِشْــــقَ مَنْ عَشِقــــوا وَحسْبُنــــــا أَنَّهُ لا يَرْتَضـــــــي بَدَلاً

وقد تَعَلَّمَ مِنْكَ العَقــــْلَ مَنْ عَقَـلـــوا! عنّا.. وليسَ لنا عَنْ كُحْلِــــــهِ بَــــدَلُ!!

الرأي