أوراق عبد الله الأول بن الحسين شاهد على بذله لفلسطين
محمد يونس العبادي
21-01-2018 12:13 AM
كثيرة هي الأوراق والوثائق الهاشمية التي نشرت وروت جزءاً من بذل الهاشميين لفلسطين والقدس خاصة، وهي أوراق قيمة تعبر عن وجدان جامع بين القيادة الهاشمية والأردنيين والفلسطينيين للعرب.
ومن بين هذه الأوراق التي ما زالت بحاجة إلى مؤرخين قادرين على توظيفها في سياق مجرياتها، سواء في العلاقة الأردنية الفلسطينية، أو للاستدلال على معانيها في الأحداث هناك ملف كامل يحمل عنوان " صندوق الأمة".
وهذا الصندوق إحدى أولى المبادرات العربية التي تزامنت وتأسيس جامعة الدول العربية عام 1945، وهدف إلى شراء أكبر قدرٍ من أراضي فلسطين ومنع تسربها إلى اليهود في وقت كانت فيه الوكالة الصهيونية تنشط وتبث الدعاية حول شراء الأراضي هناك.
وملف الصندوق حافل ببرقيات تأييد لجلالته، وهو مبادرة عززها الملك عبدالله الأول بمقترحات لمجابهة الصهيونية المتمددة، ففي برقيته المؤرخة بـ 16 تشرين الثاني 1945 إلى رئاسة جامعة الدول العربية، يرى جلالته ضرورة تقوية صندوق الأمة الفلسطيني "للاحتفاظ بأرض العرب للعرب وشراء ما يعرض للبيع منها ، ولأعمار ما يحتاج لإعمار منه".
كما يقترح جلالته، " إدخال مهاجرين عرب شهرياً قدر المهاجرين اليهود" في وسيلة للتصدي لعقيدة الصهيونية القائمة على الأرض والسكان.
ومن بين الأوراق والبرقيات المتعلقة بالصندوق الذي تبرع جلالته إليه بألف جنيه فلسطيني، نقرأ مراسلات عدة سواء لجلالته أم لمرسليها تشيد بالدور الأردني، في حماية فلسطين، وتنبأ عن وعيٍ باكرٍ لأهمية الأرض الفلسطينية، وبأدوات سياسية وسكانية خالصة.
فمن القدس بعث رئيس سدنة المسجد الأقصى مصطفى الأنصاري برقية لجلالته بتاريخ 16/ 10 / 1945 يقول فيها: " تبرعكم الملكي وسخاء شعبكم النبيل لإنقاذ أرض فلسطين أنعش آمال العرب، لن تتهود فلسطين ما دام البيت الهاشمي العظيم وسبط الرسول الكريم يرعى مقدساتها".
وفي رد جلالته إليه فإنه يؤكد أن ما " تبذله شرق الأردن هو فرض عليها لأختها فلسطين".
كما تؤكد برقية أخرى (بتاريخ 20/10/1945) أن أهالي قرية عجور في القدس ثمنوا دعم جلالته" لإنقاذ أراضي فلسطين المقدسة مسرى جده الكريم ومثوى والده العظيم ".
هذه البرقيات والمراسلات التي باتت اليوم وثائقاً لتؤكد على الدور الهاشمي الموصول لفلسطين والقدس، وعلى العلاقة الجامعة بين العرش الهاشمي والوجدان العربي، وقيادته لديبلوماسية شعبية لإنقاذ فلسطين.
ونختم مما جاء في إحدى برقيات سيف الكيلاني إلى الملك عبدالله الأول، حيث يقول:
حي الأمير وحي الشعب والهمما ..فالمجد فوق ضفاف الأردن إبتسما
قالوا يفرقنا الاردن بل كذبوا .. فالضاد تجمع شمل العرب ما انفصما
لا زال (سيدنا) للعرب مفخرة .. وبدرتم بأفق المكرمات سما