تتكاثر استطلاعات الرأي في البلد, وهناك العديد من المراكز والمؤسسات التي تجريها تحت عناوين متعددة.

عموماً لا يوجد ما يمنع إجراء أي استطلاع رأي حول أية قضية مهما كانت بسيطة أو تفصيلية, لكن القائمين على أغلب هذه الاستطلاعات يستسهلون الأمر كثيراً ويصيغون أسئلتهم بطريقة لا يمكن الاستناد الى اجوبتها في تحديد نتيجة ذات معنى.

في مجال المسائل الاجتماعية والانسانية بشكل عام, هناك أصلاً تحفظات علمية كثيرة حول جدوى استطلاعات الرأي في مجتمعات مثل مجتمعنا لأسباب تتعلق بثقافة السؤال والجواب, وخاصة عبر الهاتف, وهذا لا يعني عدم القيام بهذه الاستطلاعات ولكنه يعني اشتراط درجة قصوى من الحرفية والمهنية في صياغة الأسئلة وخيارات الأجوبة, ولعل مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الوحيد الذي طور خبرة حقيقية في هذا المجال بعد حوالي 15 عاماً, ومع هذا فإن القائمين على الأمر في المركز يعرفون صعوبته.

في كل الحالات, وحتى في استطلاعات مركز الدراسات ذات الحرفية العالية, فإن الأرقام والنسب لا تكفي وحدها للوصول الى استنتاجات دقيقة في المسائل المتعلقة بالانسان والمجتمع, ويتعين التعامل مع الاستطلاع بوصفه واحداً من أساليب أخرى تعتمد مداخل أخرى للوصول الى نتائج أكثر دقة.

في الأسابيع الأخيرة وقعت في "براثن" عدد من هذه الاستطلاعات, وقد استجبت للمتصلين على سبيل عدم تبخيس جهدهم, غير انني اضطررت للاعتذار لجهة تمادت في الاستهانة في صياغة الأسئلة.

أرجو اعتبار مقالي هذا جزءاً من استطلاع رأي مقترح حول استطلاعات الرأي نفسها.0


ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net

العرب اليوم.