شبكات تحولت لآفة تلعب فيها اصابع غبية
ادم درويش
20-01-2018 02:30 AM
عمون - خاص - المناخات مهيئة ليخرج أحدهم وينشر فيديو قديم عن رجل ما يحرق نفسه.
حالة استدعاء مفتعلة لاثارة الناس، بالتزامن مع الوجبة الجديدة التي أعلنت فيها الحكومة عن ارتفاع الاسعار.
كأن أحدهم وهو يتألم من وجع رأسه يقرر أن يطلق النار على قدميه.
السؤال الذي يدعو الى الريبة هو: ما الذي يسعى اليه ناشر فيديو لأحد الشبان يعاني من اضطراب نفسي يعود لعام ٢٠١٥م؟ ما الذي يريده بالضبط؟ لماذا؟
اعتدنا على مجموعات التواصل الاجتماعية نشر أخبارا مكتوبة أو مصورة قديمة، يجري استدعاءها لان احد اعضاء المجموعة اراد ان يروّح عن نفسه، او لأنه - وعظا مكذوبا - يأتي بأخبار قديمة ليثبت فيها رأيه، وكأن الصدق لا يكفيه.
لقد عرف التاريخ الاسلامي بعضا من هذه الامثلة، ولبعض هذا - وليس كله - ظهرت الاحاديث الموضوعة.
عندما قال الخبراء الاجتماعيون إن الناس تتألم فقرا، طاب للبعض يوم امس الاول استدلالا على ذلك بتصوير شخص عبأ لسيارته لتر بنزين واحد او بخمس وسبعين قرشا. وذلك رغم أن البنزين حينها لم يكن قد ارتفع بعد.
مجددا البعض لا يجد ال 75 قرشا هذه ليشتري رغيف خبز. وقوت يومه لا يكاد يجده. لكن هذا امر واختلاق او استدعاء صور واخبار قديمة امر اخر، كما يوم امس عندنا راح البعض يتداولون الفيديو المذكور لشاب عام 2015 وهو يحرق نفسه.
هنا لا نقول إن الناس مرفهة. بالطبع هي موجوعة، وتتألم، لكن هذا امر ووضع قصص وسياقات مكذوبة أمر اخر.
يسجل للدوائر الامنية ملاحقتها الدؤوبة لمثل هذه التلفيقات. من هنا سارع مصدر امني ان الفيديو الذي يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي قديم.
حقا .. إن شبكات التواصل الاجتماعي او بعضها تحولت لآفة تلعب فيها اصابع غبية دورا مخيفا في اشاعة الفوضى في عقول الناس.