هل سيشارك الاردن ، في قمة الدوحة المقبلة ، وعلى اي مستوى ، وماهي الاجندة الاردنية ، خلال قمة الدوحة ، خصوصا ، في ظل ملفات عربية متفجرة ، من فلسطين الى السودان ، مرورا بالعراق ، ومابينهما؟.
لم يشارك الاردن ، في قمة الدوحة السابقة ، التي انعقدت ابان الحرب على غزة ، وبرغم ذلك بقيت العلاقة الاردنية القطرية ، ايجابية ، ولم نشهد حملات اعلامية بين البلدين ، اذ على مايبدو ، تفهم القطريون اسباب الغياب ، وليس أدل على ذلك من حضور القطريين لقمة الكويت ، واذا كانت القمة السابقة في الدوحة ، شهدت حضورا عربيا متنوعا ، ومحدودا ، في الوقت ذاته ، فأن القمة العربية الدورية المقررة قبيل نهاية الشهر الجاري ، في الدوحة تأخذ اهمية اخرى ، لسببين ، الاول انها قمة دورية ، والثاني انها تأتي بعد صدور امر اعتقال للرئيس السوداني ، وفي ظل ظروف جديدة ابرزها الانتخابات الاسرائيلية والامريكية ، ونتائجهما.
الاردن الرسمي ، لم يعلن حتى الان ، عن موقفه من قمة الدوحة المقررة ، نهاية الشهر الجاري ، وعلى مايبدو ان الامور ، لم تحسم بعد ، والاغلب ان الاردن لن يغيب عن قمة الدوحة ، غير ان مستوى الحضور يبقى هاما ، ومهما ، ويحمل رسالة ، وقد شهدنا ان الاردن لم يغب عن قمة دمشق ، لكنه ارسل موفدا الى القمة العربية في العاصمة السورية ، ولايمكن القياس على الحالتين القطرية والسورية ، لاستنباط ذات الدلائل ، لان لكل عاصمة ظروفها وتعريفها المحلي والاقليمي والدولي.
شهدنا في قمة الكويت ، كيف كان يسير ملك السعودية وامير قطر ، معا ، برغم غياب الرياض عن قمة الدوحة المصغرة ، والواضح ان العلاقات بين البلدين ، تحسنت بشكل كبير ، دون ان يمنع ذلك وجود سياسات متناقضة ، او متعاكسة ، والاردن في هذه الحالة يتأثر بمعطيات الوضع العربي ، والعلاقات بين الدول العربية ، وهو لايسير في فلك احد ، لكنه يتأثر مثل اي كيان حي ، في الدنيا ، ولعل السؤال هو..هل تريد السعودية للدوحة ، ان تحصد قمة عربية ، شاملة بحضورها ، واجماعها ، وهل عقدة الرئيس البشير ، ستحول القمة العربية في الدوحة ، الى قمة مناهضة ، على سبيل استنساخ انموذج قمة الدوحة المصغرة ، التي جوبهت بغياب عربي ، وهل سيسعى القطريون الى تعويض ، مافاتهم في قمة الدوحة ابان الحرب على غزة ، عبر القمة العربية الموسعة والدورية ، التي ستعقد في الدوحة ، مجددا ، وماهي حسابات كل الاطراف ، تجاه الوضع العربي ، والعلاقات العربية ، والعلاقات مع العالم ، وهي تساؤلات تبدو الاجابة عليها ، كفيلة بالاجابة على السؤال الاساس ، المتعلق بالمشاركة الاردنية ، في قمة الدوحة.
تاريخيا ، لم يكن الاردن عنصر عرقلة في العمل العربي المشترك ، ولم يكن يقف في وجه الاجماع العربي ، وميزة قمة الدوحة المقبلة ، انها لاتأتي تحت عناوين حساسة ، لكنها تأتي في ظروف حساسة ، وهذه الظروف ، ستجعل القطريين يستثمرون هذه الفرصة لتعويض القمة السابقة والثأر لمحاولات تحجيم دبلوماسيتهم ، ولايمكن لاحد ان يعرف مسبقا ، خط سير القمة ، ولايمكن ايضا ، الحصول من القطريين على ضمانات ، بجعل القمة العربية ، ضمن سقف محدد من الخطاب والتوقعات والمعالجات لكثير من الملفات العربية ، وقطر محظية بهذا القدر الذي اهداها قمة عربية دورية بعد اسابيع فقط من قمتها المصغرة ، التي غابت عنها اطراف عديدة ، وهنا وجه الاختبار ، لقدرة قطر ، من جهة ، وقدرة الذين غابوا ، على من الذي سيفرض خط القمة وبصمتها.
لايتوقع الناس ، من القمم شيئا ، غير ان عليهم هذه المرة ان يتوقعوا ، مفاجآت عديدة ، فطائرة البشير التي سوف تطير عابرة اجواء عدة دول عربية ، من اجل الوصول الى الدوحة ستكون مطلوبة دوليا ، وخطاب التصعيد لن يغيب عن القمة ، والمطالبة باجراءات لوقف الاستباحة الدولية لبلد عربي هو السودان ، ستكون حاضرة ، ودم الغزيين لم ينشف بعد ، والمعركة الناشبة بين ايران والبحرين ، ستكون حاضرة ، ولعل السؤال الاضافي...هل ستتمكن قطر من دعوة ايران كمراقب كما فعلت مع الرئيس الايراني ، حين دعته الى قمتها المصغرة ، وهل ستدعوه اليوم ، في ظل الشحن الايراني مع البحرين والامارات ، ومن سيقبل من الدول العربية ، هذا الحضور.
موقف الاردن ، من قمة الدوحة المقبلة ، حساس جدا ، وقرار الحضور ومستواه ، ليس سهلا.
m.tair@addustour.com.jo