لمن لا يعرف فهذا مثلٌ موروث في تاريخ العرب ومن الأمثال نقولها ولا نعرف قصتها ...
وهنا قصة المثل :
"كان للملك جذيمة الأبرش ابن أخت يدعى عمرو بن عدي ، كان يحبه كثيرًا ، ويقربه منه ، ولما قتلت الزباء جذيمة ؛ ثأرا منه لأنه قتل أباها ، قرر عمرو أن ينتقم لخاله ، ويقتل الزباء ، وكانت الزباء قد سألت كاهنا عن أمر هلاكها ، وكيف سيكون ؛ فأخبره أنه سيكون على يد عمرو بن عدي ، فاحتاط لذلك ، وأخذت حذرها منه "٠
الدهاء وحب الانتقام هو ما دفع بقصير ان يفعل بنفسه ما فعل عندما رفض عمرو خطته في ان يجدع أنفه ويجلده ليكون هذا مدخله للهروب واللجوء في حمي زنوبيا التي كانت تحكم بيد من حديد وقتلت جذيمة الابرش بخداعها له والإغراء للزواج بها لتقوم بقتله دون رحمة ، والمتعة ترافقها عندما مارست طقوس الملوك بالقتل من خلال تصفية الدم بقطع الشرايين ،ثم مفارقة الحياة.
نعم نفس الكأس ، تعود دوما لصاحبها بما فعل ليتجرع حصيلة ما فعل ،لقد ذاقت على يد قصير الداهية قمة الذل والهزيمة ، عندما ساق اليها قوافل التجارة بألف بعير وقد حملها بألفي مقاتل في صناديق لتضع رحالها أمام القصر ويخرج منها الجنود فيحتلون المدينة ،والقصة لها تفاصيل لمن يرغب بالبحث ، وهنا أستفيد عمق القصة والمثل لأجد اننا نعيش قصتنا بدهاء جديد وجدع أنف أخر .
لأمر ما جدعنا أنوفنا ...
هل سيجدع الناس بأنفسهم أنفوهم كما فعل قصير بدهائه لينتقم ؟؟؟
أم أن هناك من يجدع أنوفنا لشيء في نفسه ؟؟
أن مِن علامات الذل والاهانة عند العرب فيما سبق أن يجدع أنف أحدهم ، فيشار إليه ويكون عبرة للناس فلا يتجرأ بعدها أحد ، إن ما يحريني في أبعاد القصة التي نعيش هو من جدع أنف من ؟؟
أهو الشعب من فعل بنفسه ذلك لأمر ما في نفسه ، أم ان الحكومة هي الفاعل ؟؟ أم أن هناك قصير لا نعرفه جديد لديه رغبة في الانتقام وصاحب دهاء وخطط .
أتساءل هل قصتنا فيها أسرار ، وسيكون هناك قافلة من الجِمال محملة بصناديق ؟؟
أخيرا ً تحية لقصير وعوضك الله عن أنفك ، فعيش بحرية بلا أنف خير من أنف يمرغ بالتراب ، وكرامة وطن فوق كل شيء ، هكذا نفكر بدهاء وبإيجابية نحو الوطن ومليكة وشعبنا المرفوع الرأس ،حمى الله الاردن عاش الشعب وعاش القائد وعاش الشباب .
ودمتم .