يوميات اردنية: الزيت والزعتر والخبز من بلدي
د.سيما كلالدة
18-01-2018 10:00 PM
تمسك ورقة وقلم وتُّدون مصاريف الشهر. فبعد موجة الغلاء بات من المحتم على محمد ولبنى الاقتصاد أكثر والاستغناء عن كثير من الكماليات مثل لباسٍ جديد او نزهة او هدية.
ينظر محمد لزوجته وتملأ وجهه حيرة وحسرة من عدم قدرته على توفير حياة مريحة لها ولأولاده. يُلاحظ كيف تكون منغمسة تدون وتسجل وتشطب من هنا و من هناك.
طبعاً باعت ذهبها من مدة ، واولادها يلبسون من بعضهم البعض، واصبحت بارعة في ترميم الثياب والبيت، واقتصادية محنكة في تدبير الطبخات والمنزل.
يقطن محمد ولبنى في حي مخدوم ففيه الَّلحام والخباز والخضرجي وووو....
و عند كل واحدٍ منهم دفتر حسابات للزبائن. فالكل يعرف بعضه والكل يسلم على الكل والجميع يسأل عن حال غيره.
وخلال السنوات بدأت تظهر عمارات ضخمة ومولات فيها المحال الفخمة والماركات والبضاعة الاجنبية ، ومع مرور الوقت اصبحت صيدلية ابو علاء فارغة لا تجد فيها ما تحتاج، ودكان ابو محمد محزن رفوفه ملئ بالتراب بعد ان كان يبيع افضل سمن وبيض وجبن ولبن.
واستُبدل دفتر الحسابات بكروت الفيزا و ابو علاء وابو محمد بشبان يرتدون قمصان مكتوب عليها انا بخدمتك.
وبضاعة واسعار اجنبية .
فجاء الاستثمار بوعود.
وجاءت القروض بقيود.
والحداثة بالغلاء .
وحكمتنا الرأسمالية بعد ان كنا نُسير امورنا بأنفسنا .
واصبحنا عبيداً للدينار.
وكما عهدناه رغم التغيرات يبقى الزيت والزعتر اطيب .....
من ارضي و من بلدي.