عندما تضطر الى تعديل ما سبق لك تعديله ؛ فهذا يعني انك لا تعرف الهايل من المايل ولا الطيط من الغيصلان ، فكيف بك اذا عدّلت التعديل بتمييل وهدمت المبني وجررت المرفوع وصرفت الممنوع ومنعت المسموح والمسموع ؟
كيف بمن فقد الصواب ان يُرشِّد اليه ومن لا يهدِّي الا ان يُهدى ليجدف بالسفينة !
الا يحق لنا ان نحاكي المثل القائل ان من جرّب المجرب عقله مخرّب ونقول ان الذي يُعدَّل المعدَّل لازم يتبدّل ؟
عندما تتوالى التعديلات على الفريق والنتيجة تزداد سلبية والاداء يتراجع بشكل واضح وفاضح فهذا يعني ان الرؤية منعدمة عند من يعبث بالفريق ، ولعله من حقوقنا المكفولة دستوريا ان نسأل ونتساءل فيما اذا كان من المناسب ان تطبق علينا منهجية المحاولة والخطأ في تصريف امورنا وإدارة شؤوننا وخاصة في مرحلة حرجة وزن الخطأ فيها يتضاعف ؟!
واذا كانت شخصية قائد الفريق تميل الى الهيمنة وتتعامل وفق نهج استعلائي يكرّس مفهوم ما أُريكم الا ما أرى رغم قناعتنا بعدم توافر الأهلية لذلك ، فليس موضع تحقيق هذه الذاتية والنرجسية هو مصالح البلاد والعباد ولا بد من التفريق بين حاكورته الخاصة وحاكورة الوطن ولعل بعض ما يسوّغه لنفسه ليفعله لا نستسيغه نحن لتلقيه ، خاصة وان العالم يقلع عن مساحات الجبر والاكراه ومصادرة حقوق البشر في اختيار ما يناسبهم وان كان ذلك لدى البعض في قائمة الطموحات ولكنها مشروعة.
ولا يخفى على ذي بصيرة ان المهام والمسؤوليات والتحديات التي ينبغي ان يضطلع بها ويواجهها الفريق في هذه المرحلة لا يُجدي معها العبث او التقاعس ولا تؤديها الايدي المرتجفة والمترددة او العاجزة الا عن تحطيم آمال الناس والنيل منهم حتى الرمق الأخير.
ولا نبالغ حين نقول ان طريقة الأداء توحي لنا بأجواء مسرحية تتجلى فيها الكوميديا السوداء والتي اصبح المواطن الاردني يعبر عنها بوضوح من خلال قوله وفعله وكل ما يصدر عنه من سلوك او يدّخره في مكنونه ويعتمل داخله ، وأصبح الاستخفاف شعوراً متبادلاً بين الجميع.
ولم يسبق لنا كهذا الفريق في تبنيه لطريقة المعالجة بالوهم والتدليس ويعد لنفسه الأيام خلفه ولا يعنيه عدد الأيام أمامنا كمن يجرنا لينهكنا ونتعب وهو يستجمع قواه ليهرب.
نحن لا نتحدث عن فريق كرة لحارة وإنما نتحدث عن فريق يشكل الوزارة، وقد بلغ منا الضيق مبلغه ، وليس من ملتفتٍ الى ضعف الناس وعوزهم وسوء حالهم ونحن اذ كشفنا صدورنا دون الوطن ما توقينا لظهورنا من الخالفين والذين هم دوما للمغانم ها هناك قاعدون.