facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مباريات الوحدات والفيصلي .. اجيال من التعصب الاقليمي


مالك نصراوين
07-03-2009 03:05 AM

بعد ان قرأت نبأ "عمون" ، حول الشغب الذي جرى في اعقاب مباراة الفيصلي والوحدات الاخيرة ،عادت بي الذاكرة الى اوائل الثمانينات من القرن الماضي ، عندما سكنت في احد جبال عمان القديمة لعدة اشهر ، اتيحت لي الفرصة حلالها لاول مرة ، ان اتعرف على حقيقة المشاعر المتبادلة ، بين جمهوري فريقي الوحدات والفيصلي او الوحدات والرمثا ، لا اذكر ، حيث كان فريق الرمثا سابقا هو المنافس الرئيسي لفريق الوحدات ، من خلال ملاحظاتي لحماس صغار الشباب في الحي لكلا الفربقين ، وتعرفت على مسببات الحماس لدى كل فئة ، وخلصت الى نتيجة مؤكدة ، وهي ان لكل فريق استقطاباته الاقليمية ، ولا شيء غير ذلك ، وان حاول احدهم التمويه بانه يدعم ذلك الفريق بسبب لعبه المميز ، الا ان الامتعاض الذي يبديه عندما يفوز الفريق الاخر ، وبعد ان يبلي بلاءا حسنا ، يكشف حقيقة اصطفافه .

خلال تلك الفترة التي اعقبت تخرجي من جامعة دمشق ، تعلمت كراهية كرة القدم ، وكراهية وجود فريقين رياضين ، يشجعهما جمهورهما على اساس اقليمي ، وليس على اساس الابداع والعروض الرياضية الجميلة ، وكنت لذلك اكره مجرد النظر الى الصفحات الرياضية في الصحف اليومية ، واتجاوزها الى صفحات اخرى ، كما كرهت اية مناقشات رياضية ولم اكن اتدخل فيها ، وما زلت اعيش هذه " العقدة النفسية " حتى الان .

كراهيتي هذه تعمقت اكثر ، بعد كل مباراة للفريقين ، وبعد حوادث الشغب التي كنا نسمع عنها ، لانني لم ولن احضر اي مباراة من هذا النوع ، خاصة ان الكثير من حضورها هم من الشباب ، المعبئين نفسيا بالكراهية للطرف الاخر ، وليسوا بالمستوى اللائق من الثقافة والوعي ، ولا ادل على ذلك من حوادث الشغب الشبه دائمة ، التي تحدث عندما تنتهي المباراة بفوز طرف ما ، وهذ ايضا يدل على مستوى عال من "الروح الرياضية" ، ولن انسى حادثة اثارت تساؤلاتي اولا ، ثم قلقي واشمئزازي ثانيا ، وهي تؤكد على مستوى بعض هولاء المشجعين ، لقد كانت السيارات المحملة بالشباب ، والمنطلقة الى ستاد عمان ، تتوقف امام احدى محلات المشروبات الكحولية ، فيخرج الجميع كل منهم يحمل قنينة ، في طريقه الى المباراة ، وللمرء ان يتخيل ماذا سيجري اثناء وبعد المبارة ، مع هذه الشحنة الاضافية من الكحول ، المترافقة مع الشحن الاقليمي ، وكيف يكون الوضع مع وجود طرف ثاني ، قد يكون بعض فئاته بنفس مواصفات وممارسات الفريق الاول ؟

ان كان من ايجابيات لهذه الاحداث ، فهي اشارتها الى حقيقة تعبئة نفسية اقليمية ، تظهر عمليا اثناء المباريات ، وتؤشر الى خلل حقيقي قائم لا بد من معالجته ، ومن المعيب ان يستمرهذا الخلل حتى اليوم ، تعاقبت على رعايته اجيال من المشجعين ، فقبل حوالي ثلاثون عاما ، كانت اعمار هولاء الشباب بالعشرينات والثلاثينات والاربعينات ، وهم اليوم بالخمسينات والستينات والسبعينات ، وبالتاكيد انهم قد سلموا هذه الراية غير المشرفة ، الى اجيال جديدة .

لا ادعي ادراكي للحلول ، لكنني اذكر ان احداها كان بتغيير اسم احد الفريقين ، لابعاد شبح الاقليمية ، وكانت فترة تغيير الاسم كانها احتلال بغيض ، سرعان ما ناضل "المناضلون" لاعادة الاسم القديم ، والتحرر من هذا "الاحتلال" الذي حاول طمس معالمنا الوطنية والقومية .

القضية اولا اخلاقية ، لان للرياضة اصولها واطرها الاخلاقية ، والحل لا ادعيه ، لكنه ياتي اولا من القائمين على كلا الفريقين ، ومن العقلاء في شعبنا وهم كثر ، ولا يجب ان يترك الحبل على الغارب لمثل هذه الزعرنات .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :