المائة يوم الاخيرة في عمر حكومة الذهبيماهر ابو طير
07-03-2009 03:03 AM
صرعة المائة اليوم الاولى ، من عمر اي حكومة ، انقلبت الى صرعة المائة يوم الاخيرة من عمر اي حكومة ، واذا اردت ان تعرف كيف ستخرج اي حكومة ، فعليك ان تتأمل المائة اليوم الاخيرة ، اذا عرفت ، طبعا ، انها في المائة يوم الاخيرة.مناسبة الكلام ، ما يقال ان الحكومة الحالية ، هي في المائة يوم الاخيرة ، ويستدل من يقول هذا على ان هناك هجمات منظمة ضد الحكومة في الاعلام ، وفي مجلس النواب ، ومن يعرف في عمان ، يدرك ان القصة ليست قصة هجمات منظمة ، اذ هناك محاولات ممنهجة لتحفيز الحكومة ، على العمل ، وليس من اجل اخراجها بطريقة سيئة ، وفتح ملفات مثل "الاقاليم" وغيرها من ملفات ، يراد به ان تخرج الحكومة ، من حالة التردد تجاه بعض الملفات ، وان تتنشط ، بدلا من حالة المراوحة ، والتأثر بكل كلمة تقال هنا وهناك.من يعتقد ان هناك عملية حرق منظمة للحكومة ، يبالغ في هذا الاعتقاد ، فحتى الهجمات الاعلامية والنيابية ، هي امر عادي جدا ، اذ ليس مطلوبا سحل الصحفي في شوارع عمان ، اذا انتقد الحكومة ، او انتقد التعديل ، وليس مطلوبا تدمير سمعة النائب ، اذا تبدى الغضب في كلامه ، لاسباب شخصية او عامة ، فنحن في الاردن ، في نهاية المطاف ، اي ان التسامح هو السمة الاساس في البلد ، واحتمال الاخر ، وحل الخلاف معه ، وديا ، هو العنصر الاهم ، ولن تصبح البلد ، ظلامية ، لا سمح الله ، وسيبقى من حق الانسان ، ان يقول ما يريد ، وكرامة الناقد والمؤيد ، محفوظة على حد سواء ، وقد قيل ان "العدالة ان تهتم لمصلحة ابناء خصمك ، كما تهتم لمصلحة ابناء صديقك" وهذا اهم سر في كون الاردن يبقى انموذجا مميزا.لا احد يستطيع ان يحسم ، تماما ، اذا ماكانت الحكومة في المائة يوم الاخيرة ، غير ان محللين يرون ان الجو الذي يواجه الحكومة حاليا ، يشابه الاجواء التي تسبق رحيل اي حكومة ، قياسا على الحكومات السابقة ، وحين تسأل عن سر اعتقاد البعض ان الحكومة في المائة يوم الاخيرة ، يقولون لك ان هناك اسبابا موضوعية ، منها ما يتعلق بأسرار التعديل غير المعلنة ، وتطبيق وصفات قديمة جديدة ، مما حول التعديل الى سبب لتقصير عمرها ، بدلا من اطالته ، ويستشهد هؤلاء بوجود ما يسمونه حملات منظمة كلها تدين التعديل ، وقد يكون مناسبا ان نتذكر هنا ان التعديل ليس قرارا منفردا ، عن بقية المؤسسات ، فلو كانت الوصفة وصفة رئيس الوزراء ، فانه بمجرد اقرارها تصبح وصفة الدولة ، وليس وصفة الرئيس ، وهذا يعني ان العقدة المفترضة غير صحيحة ، فرئيس الحكومة ، لا يلعب وحده في الميدان.اعتقد ان هناك محاولات تنشيط منظمة للحكومة حتى تواجه ملفات متأخرة مثل ملف الاقاليم ، وملف الوضع الاقتصادي الذي يأخذ البعض على الحكومة تأخرها في معالجته ، والميل الى مبدأ التطمينات ، حول الوضع الاقتصادي ، بدلا من معالجة كثير من القضايا ، وواقع الحال ، يؤشر على مخاضات دخلتها الحكومة ، خلال الشهرين الاخيرين ، وبتأثيرات سابقة ، وقد يكون مطلوبا من الرئيس ان يظهر قدرته على العزف منفردا ، وان تخرج الحكومة من حالة التجميد التي مرت بها ، نحو حركة نشطة على الارض ، على مستويات مختلفة ، وحل كثير من المشاكل ، وهذا يعني ان عمر الحكومة ، المتبقي ، لم يتم اقراره بعد ، والامر بيد رئيس الحكومة ، الذي يستطيع ان يقدم اثباتات على الارض ، لاطالة عمر حكومته ، في ظل هذه الاجواء التي تشي ايضا بوجود منافسة حادة بين مراكز القوى في عمان ، وهي منافسة موجودة طوال عمرها ، وليست جديدة على احد.المائة يوم الاخيرة ، او المائة يوم الاولى...لا فرق ، وما يهمنا هو ان يعرف الرئيس ، ان هذه رسائل في بريده ، من اجل ان تخرج الحكومة من الحالة الراهنه الى حال افضل،.m.tair@addustour.com.jo |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة