من ناحية، فقد تداولت الأخبار تقارير عن التعديلات الأخيرة على شروط النشر على الفيسبوك وتأثيراتها السلبية على المنصات والمواقع الإخبارية التي كانت تنشر موادها عليه مجانا (جميعها يفعل لك او بالأحرى معظمها).
ومن ذات الناحية، فقد نجح الفسبوك في أن يجبرنا على عدم الإستغناء عنه، ثم بدأ يفرض شروطه، وتخلى عن النشر المجاني للمواقع الأليكترونية، وربما بعد فترة ليست بعيدة، سيحصّل من اطفال الفيس بوك( ومنهم انا) أموالا او شروطا مقابل انضمامهم اليه.
من ناحية اخرى، فقد نجحوا في جعلنا مدمنين تماما على الفيس بوك والتويتر والانستغرام وما يشابهها، بحيث تحولت هذا المواقع الى جزء من نسيجنا الإجتماعي ، لا بل نحن تحولنا الى جزء من نسيجها العنكبوتي العملاق.
لذلك، في المستقبل ربما ستختفي شهادات الولادة ، ويحل محلها انشاء فيس بوك يوم ولادة الطفل وتسميته باسمه مع لوحة معلومات مثل:
- ولد قبل دقيقتين. سبتمر 2022
- ولدت قبل ساعة..... اكتوبر 2052
- سوف يولد بعد 53 تتويتة
اما زغاريد الولادة فقد تتحول الى تتويتات على التويتر، او ما سيأتـي بعده، في العقد المقبل.
بالمجمل العالم مقبل على تغيرات جوهرية في الحياة وأنماطها، لكننا نغني خارج السرب، ونتسلى بقتل انفسنا وتدمير ذواتنا، وإنهاء الثورة الأخلاقية التي احدثتها الأمبرطورية العربية وقت انشائها، بشكل ماساوي، يجعلنا كائنات تعيش على هامش هامش التاريخ، لا احد يذكرها بالخير حاليا، وربما لا احد سيذكرها اصلا بعد عقد او عقدين.
اما ان نوقف زر التدمير الذاتي لأنفسنا، ونشرع في ضبط ايقاعنا على موسيقى العالم، حتى ننسجم مع الحاضر والمستقبل ونستطيع بعدها ان نفرض شروطنا، أو أن نرفض.
وتلولحي يا دالية
الدستور