نتمنى في كل دورة امتحانية ان يتقدم أبناؤنا الطلبة لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة في مختلف مناطق المملكة في جو امتحاني آمن ومريح كما في هذه الدورة ، دون اية اشكالات تعكر صفوهم أو تربكهم ، ذلك ما يدفع وزارة التربية والتعليم للاستفادة من تجاربها الخاصة بامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة ، ففي الدورة الامتحانية الحالية وبتعليمات استثنائية من معالي وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز ، تبنت الوزارة نهج ميسر وفاعل لتوفير أجواء امتحانية ونفسية مطمئنة اضافة للحفاظ على سلامة الامتحان ضمن خطط عملية واجرائية جدية حققت الى حد كبير النجاح المرجو وهيأت الأجواء المناسبة من اجل امتحان نظيف ، هذا الامتحان الذي ما زالت تصر وزارة التربية والتعليم أن يبقى امتحاناً وطنياً سيادياً ، تكافح من اجل رُقِيِّه وتطويرِه ، ليكونَ ليسَ نهايةَ مرحلةٍ أو بوابة للمجهول ، بل ضماناً للمستقبل ، بعيداً عن الفوضى التي تزرع في نفوس الأجيال الإحباط واليأس من المستقبل .
إنّ المؤسسة التربوية الأردنية مؤسسة مقدسة لها مصداقيتها وهيبتها بجهود المخلصين ، وإن مسألة المحافظة على أمن الامتحان ليست مسؤولية وزارة التربية والتعليم وحدها بل ان مسؤولية ذلك تقع على عاتق جميع مكونات المجتمع والحكومة بدءاً بأعلى سلطة تنفيذية ووصولا الى الوزارة نفسها التي استنفرت كل كوادرها من أجل إنجاح مهمتها الوطنية بالتعاون مع ديوان المحاسبة ووزارة الداخلية والقوى الأمنية ، وبذلك فان الدولة والمجتمع بكل مؤسساته يتحملون كامل المسؤولية في المحافظة على سمعة التوجيهي وهيبته ، فكل الشكر والتقدير لكل الجهود المخلصة ولكل من تحمل المسؤولية الوطنية مقدما بكل صدق مصلحة الوطن العليا ومصالح الأجيال القادمة ، فما كان من حزم أو جدية يرقى إلى مستوى المسؤولية ، حيث ان الخطوات والإجراءات الجادة تدل على وجود مسؤولين يستشعرون مستقبل الوطن ومستقبل الأجيال ، فالمواطنون يتناقلون بكل سرور المواقف الطيبة لكل الشركاء الذين يتعاملون مع مجريات الامتحان بطريقة مسؤولة مقدرين لها ذلك بعيدا عن أي قصور وخلل .
واخيرا يجب ان نقف جميعا مع ابنائنا الطلبة ونعمل على تعزيز ثقافتهم الذاتية وتنويرهم بمستقبلهم الواعد ، وان نبعدهم عن التوجهات المنحرفة والتي تحمل أفكاراً شيطانية قائمة على الغش بمختلف أدواته وأشكاله ، تستهدفهم وتستهدف وزارة التربية والتعليم خاصة تجار مناهج الظل وذلك من اجل إفشال العمل وإحداث إرباك متعمد بين طلبتنا وأهالي الطلبة ما يخلق جوا من التوتر المقصود ، حيث يقف وراءه مروجي الإشاعات المتسيدة ممن يجدون انفسهم كل عام في كشوفات الفشل حجة لأنفسهم ولأهليهم تبرر إخفاقاتهم وتعليقها على كاهل وزارة التربية فتبا لهؤلاء وتبا لكل ما يحاول المساس بسمعة وزارة عمرها من عمر الاردن .
والله ولي التوفيق