من ذكريات الطفولة.. ان جدي كان اذا سمع حديثا من احدهم ولم يعجبه او يشعر بعدم مصداقيته او استحالة تطبيقه او عدم جديته يعقب قائلا: حط بالخرج..
والخرج هو قطعة من القماش ( الخيش ) على شكل جيبتين متقابلين على طرفيه .
وللخرج كما ذكرت جيبتين كبيرتين تتسعان للزيادات الكثيرة والمتكررة وللميزات الكثيرة التي يحصل عليها نوابنا والان للشكاوي والدعاوي التي يريد مجلس نوابنا الذي ندعو الله صباح مساء ان يخلصنا منهم رفعها وبداءها بخالد محادين.
وتذكرت ذات العبارة عندما اعلن مجلس النواب العتيد انه يريد رفع او سجل شكواه بالمحكمة ضد كاتب نجل ونحترم هو الاستاذ خالد محادين وضد موقع له مكانته خبرني... وماذا فعل خالد محادين الرجل الرقيق الصادق حتى يحاكم فقط اعلن على الملأ ما يتحدث به المواطن الغلبان الذي لا يجد من يوصل صوته عبر الفضاء الى كل الناس؟ هي فوضى وشكوى الناس من مجلس النواب ، ومصالحهم الكثيرة وطلباتهم التي ارهقت موازنة الدولة وواسطاتهم التي اكلت حقوق الاخرين، هي فوضى مجلس النواب المحترم..
اتمنى على خالد محادين ان يحط كلام بعض النواب وشكواهم بالخرج لاننا نتساءل بأي حق تقوم مؤسسة نعتقد ان اول اعمالها الدفاع عن حرية الراي والديمقراطية فنجدها تحمل بيدها "مقريطية" والمقريطية عصا كبيرة .
اقول : حط بالخرج. واعان الله الذي سيحمل كل هذه الهموم، هموم الوطن والمواطن.
والفارق الكبير ما بين الخرج الحقيقي والخرج الذي سنضع فيه حملنا الكبير أن الخرج الذي اعني ذو سعة محدودة .. أي يتسع لبعض الأشياء صغيرة الحجم .. أما " خرجنا فاتضح أنه من الحجم بحيث يتسع لكل الزيادات والواسطات والتمريرات والنكسات والمبادرات والخطابات التاريخية والخطط الخمسية والسفريات والتعينات والاعفاءات الجمركية والزيادات على الرواتب لذلك صرخ " الماغوط " على لسان أهالي ضيعة غربة الصرخة الثائرة " وشو بدو يسع هالخرج ل يسع " .
حط بالخرج يا خالد محادين .. وما أكثر ما وضعنا في هذا " الخرج " حتى فاض وطفح الكيل .. وما زال " خرج المواطن " يتسع لمزيد من الخيبات والنكسات والهزائم .. وتحول " خرجنا " إلى حمل لم نعد نطيقه.
royaalbassam@yahoo.com