هفت على بالي لبنة وخيار مع خبز محمص، فتحت باب البراد ولم اجد لا لبنة ولا خيار، ارتديت معطفي وقدت سيارتي لأقرب سوبرماركت استمع لثلاث دقات ومزاجي رايق.
اوقفت السيارة ونزلت بسرعة اتخيل الخبز المٌحمص مع اللبنة، واذا بشاب يقطع علَّي استمتاعي وينادي: يا انسة....، يا مدام...، يا ستنا.....
التفتُ له وقلت: عفواً؟
قال: مطولة؟
استغربت السؤال وقلت عفواً؟
فاجاب: انت واقفة امام المحل والمعلم سيغضب، خصوصاً اذا اتى زبون ولم يجد مصفاً، أعطيني المفتاح وانا بصفلِّك السيارة، أٌحب ان انوه انه في ذلك الوقت من النهار حركة الشراء بطيئة وكان هناك اماكن خالية عديدة، فحتى لو اتى زبون كان سيجد ما يسره من اماكن للاصطفاف.
طبعاً كان من الممكن ان استسلم وارضخ للطلب، لكني سلكت مسلكاً اخر، فاعطيته درساً في حقوق المواطن، وان الشارع ملك للمواطن، وان على صاحب المحل ان يدبر مصفات، وان دفع بدل مخالفات للأمانة لا يحل الازمة وان...وان..... وفي خضم حماسي اتتني لحظة (صحصحة) استوقفتني وادركت غبائي وانا اناقش شاب لا يتعدى العشرين لا يأبه بشيء الا الدينار الذي في جيبي.
وطبعاً لم تكن هذه اخر الافلام فتكررت معي بعد ذلك بكثير، ودائماً اضطر للاختيار ما بين ان اسلك مسلك الردح والصراخ او الرضوخ .
واسأل: ما الذي يحدث ؟
اين الرقابة والترخيص والتفتيش؟
ما ذنب المواطن عندما يأتي مستثمر يشيد عمارات تجارية بلا مواقف وتفتح محلات سكر وملح، وبطيخ وقرود، وغبرة وتراب ويكون الحل عند المواطن ومن المواطن.
ناهيك عن معاناة اهالي المناطق السكنية اللذين استثمروا وبنوا وسكنوا في احياء على اساس انها امنة وفجأة.. تترخص تجاري فتتحول بيوم وليلة الى مرتع للشباب والقاذورات والازمة والضوضاء. وبعد كل هذا القرف يأتي اصحاب المحال ويضعون احجار او كراسي او اي شيء لحجز الشارع امام المحل الذي لا يتعدى عرضه ثلاث امتار. ويكون واقف خلف الزجاج يتربص من يقف امام محله يخرج له بكشرة ونبرة بالتهديد والتلميح.
تخيلوا معي هذا المشهد يوم الجمعة، رجل في الخمسين من عمره (نصف مصحصح) يلبس بيجاما وشبشب يحمل صحناً للحمص واخر للفول، لم يحلق لحيته بعد، يستمع الى اغنية ثلاث دقات ايضاً ويبدو عليه السكون. يقف امام المحل وينزل من سيارته، فاذا بصاحب الدكان المجاور يسأله: انت مطول؟
والله لا يفرجيكم ما حدث بعد ذلك.....
اين الامان على طرقاتنا عندما تذهب سيدة للتبضع فيخرج لها، مين حيث لا تدري شاب من زقة، ببنطال مسحول، يطلب مفتاح السيارة ويعطي لنفسه الحق بان ياخذ ويعطي في الكلام ؟
يسألها: مطولة؟
بحب ابشرك، والله مطولة
مطولة لحد ما احد يصحى ويحل الموضوع.
كله ولا حد يزعج مافيات الفاليت واصحابها.