تُصادف في حياتك « كائنات» تستهوي الاستعراض والمبالغة في الحديث عن نفسها. أحيانا بالكلام المباشر عن الذات، وأحيانا باستعراض علاقات مع شخصيات مشهورة سواء كانوا نجوم فن او نجوم سياسة.
كنا زمان عندما يبدأ أحدهم بـ «الخرط «، نشير اليه بأصابعنا مثلما يفعل تاجر القماش حين يحمل المقص. فيعرف صاحبنا أن المطلوب «التلطّف» بنا والتخفيف من «قصّه وكذبه».
من هؤلاء من يتوقف عن «البث» و»الخرط»، ومنهم من تأخذه العزة بـ «الكذب « ويتمادى في صولاته وجولاته الخيالية حتى «يعرق السقف» كما يقولون.
ولسوء حظي أنني عشتُ فترة مع أحد «الفشّارين» او « العَرّاطين»، أو المدّعين، وكان كل يوم يستعرض مغامراته مع الفنانين. فقال لي ذات يوم: إمبارح كنت نايم، وفجأة رنّت عليّ «هيفا» ـ يقصد هيفا وهبي ـ، وصارت تشكو لي من «الحاسدين» ـ يقصد الذين يتوقفون عن انكار «موهبتها» الفنية وغير الفنية ـ. وعلى الفور قمت واتصلت بـ « نانسي»، يقصد « نانسي عجرم « ، لكنها ما ردّت، واكتشفت إنها مع كاظم ـ يقصد كاظم الساهر ـ.
وتابع صديقي: كنت عازم « محمود» ـ يقصد محمود ياسين ـ على «منسف «، وسألته عن أخبار عيلته ، فقال «شوشو» ـ يقصد زوجته شهيرة ـ بخير وكذلك ابنته «رانية وابنه عمرو».
بعدين إجا «حسين» ـ يقصد حسين فهمي ـ وصار يشكو من وضع السينما الحالية وعلى ذمته، قال صارت السينما «للعيال». عكس ما كانت أيامنا (انا ومحمود ونور وميرفت ونجلاء).ـ يقصد محمود ياسين ونور الشريف وميرفت أمين ونجلاء فتحي ـ.
وبطبيعة الحال ومن باب « الخُبث»، أترك الرجل «يعرط « ويأخذ راحته في « الخرط « وبعدها « أنفجر» بالضحك.
بل أنني أعرف ولعلكم تعرفون، « كائنات « من الرجال والنساء، تستعرض علاقاتها بالسياسيين. فيدّعي او يتخيّل صاحبنا انه كان في الامس في حفل عشاء اقامه المسؤول الفلاني على شرف المسؤول العلاّني وكانت الجلسة « ضيّقة» جدا، والحقيقة أنها ضيّقة أكثر مما ينبغي. ويستمر في سرد ما جرى في الجلسة، علما أنك تدرك وبحكم معرفتك به وبالأشخاص ان صاحبنا لا علاقة تجمعه بهؤلاء المسؤولين؛ لكنه المسكين يريد « تعويض» نقص ما، في داخله.
مثل أحدهم الذي عاد من أمريكا، وقال: تعشيت امبارح مع هيلاري كلينتون، ولعبت الغولف مع باراك اوباما.
الدستور