اجتماع مركزي منظمة التحرير .. قالب صغير من الملح .. سيتلاشى
جلسة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، 2015 التي قررت وقف التنسيق الامني
14-01-2018 05:38 PM
عمون - لقمان إسكندر - من يرى أن التنسيق الأمني مقدس هو من يريد أن يحرر فلسطين. أو لنقل إن من يطارد المقاومين في شوارع مدن الضفة الغربية، هو من يقود اجتماعات الدورة الـ 28 للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية المنعقد في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
حسنا. ماذا لو رفعت دولة الاحتلال الغطاء السياسي عن السلطة الفلسطينية؟ يدرك المسؤولون الفلسطينيون انهم سيذوبون مثل قالب صغير من الملح. سيتلاشون.
تدرك السلطة الفلسطينية أنها حاجة اسرائيلية ملحة. في الحقيقة أكثر الأسلحة الدبلوماسية التي تراهن عليها السلطة الفلسطينية في أنها كيان يحتاجه الاحتلال، أكثر مما يحتاجه الشعب الفلسطيني.
كما قرارات الجامعة العربية باهتة ولا معنى لها، سيصدر شيء ما عن اجتماع الدورة الـ 28 للمجلس المركزي، ثاني أهم مؤسسة بمنظمة التحرير، الذي لا يعرف عدد أعضائه رغم ان الموقع الالكتروني للمجلس الوطني يفرض أن يكون إجمالي العدد 121 عضوًا.
في أحضان الاحتلال يجتمع من يريدون ان يصدروا قرارات قوية ضد المحتلين. أليس هذا ما يرجون له؟
في الحقيقة، ليس مبكرا الحكم بالفشل على الاجتماع، فالمكان يشي بشكل القرارات، وحتى وإن ظهرت قوية لن تطبق، فيما المشاركون فيه مغمسون حتى بطونهم بالتنسيق الأمني.
في عام 2015 صدر القرار التالي: "وقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي في ضوء عدم التزامها بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين".
التنسيق الأمني الذي قررت الدورة الـ 27 عام 2015 وقفه، فماذا حصل؟ طارت السلطة فيه حتى آخر الشوط. لم يتغير الحال منذ ذلك الوقت، بل راحت السلطة تسوّق لهذا التنسيق باعتباره مصلحة وطنية عليا.
أخيرا صار يوصف احتلال العصابات الصهيونية لشق فلسطين الشرقي بأنه احتلال 5 نجوم.
السلطة لا تستطيع أن تطلق النار على نفسها. هي لا تستطيع ولا تريد ذلك. وتدرك أن صفعة قوية يمكن أن تتلقاها، إذا ما اتخذ "الطائشون" فيها إجراءات يمكن أن تغضب من يجلسون بحضنهم.
في أية حال حدّد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني خطوطا حمراء لسقف الاجراءات التي يمكن ان تصدر عن الاجتماع. هو قال: "لا يمكن اتخاذ أي توصية من دون أن نضع بعين الاعتبار كل الاحتمالات التي قد تترتب عليها".
منذ 2015، وفي حينه اتخذ قرارات وصفت بالاستراتيجية على رأسها وقف التنسيق الأمني وتحديد العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي لكنها كانت حفر في الماء.
ربما يسمح من يجلسهم في حضنه ان "يوارشوا" قليلا، من قبيل إصدارهم لجمل رنانة يمكن أن تشي بأنهم سيحمّرون عيونهم غضبا على من يجلسون في حضنه، من قبيل: "تحديد العلاقة مع إسرائيل بكافة أشكالها، ومواجهة وإسقاط الإعلان الأميركي بشأن القدس".
ربما سيمنحهم من يجلسهم في حضنه بعضا من البرستيج فيقتربون من بعض "الحماقات". لكن الدورة الـ28 لاجتماعات المجلس المركزي التي ستنظم على مدار يومين متتاليين، وتحمل اسم "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين" لن يصدر عنها ما سيجري تطبيقه على الأرض. ليطبقوا أولا قرارات عام 2015م. لماذا يريدون أن يضيفوا مزيدا من الاوراق ليضعوها في رفّ نضالهم.