التحالف المدني الأردني وحزبه المنتظر
د. عاكف الزعبي
14-01-2018 02:14 PM
لا فرح اردنياً يعادل الفرح الذي تحمله اضاءات الدولة المدنية . بفضل القيادة التي اشهرت رؤيتها في اوراق جلالة الملك النقاشية صارت مدنية الدولة الاردنية رؤية استشرافية وطموحاً وهدفاً لمستقبل افضل .
والامل ان يحمل مشاعل دولتنا المدنية شابات وشباب الوطن مصطفاً الى جانبهم ومن خلفهم خيار كهولنا ممن نفضوا عن عيونهم وفكرهم وضمائرهم غبار واوزار تجربة سياسية عربية ماضية مريره .
ننتظر مستقبل ومدنية وطننا الغالي ، ونعقد الامل في ذلك على خيرة شباب الاردن وبعض من خيرة كهوله من كافة الوان الطيف السياسي الذين لم تعد تبهرهم رؤى أممية تجاوزها الزمن ، عقيدية كانت أو عقائدية سياسية . أو شعارات قومية وحدودية حالمة لا يحتل الوطن القطري القوي والنموذج فيها قمرة القيادة مرحلياً في سياق مسيرة متدرجه .
تدوم الدول وتبقى عندما تصبح اوطاناً او تسير في طريقها لكي تصبح كذلك . فلا وطن بلا مواطنه ، ولا مواطنة بغير سيادة مطلقة ووحيدة للقانون الذي عنوانه العدل والنفاذ التام والاستعصاء على التأويل والنفاق والاغواء .
نماذج الدول التي صارت اوطاناً منيعة ماثلة امامنا في دول متعددة على اختلاف عقائدها ومعتقداتها وقومياتها واديانها. تقدم الدول ونجاحها ومواطنيتها وحضورها العالمي ليس رهناً بقومية دون غيرها ، ولا بمعتقد سياسي بعينه ، ولا بعقيدة دينية تبذ سواها .
ثقافة المواطنين المتنورة المنتجة ، وارادتهم الحرة ، والايجابي الحي والمتنور من الموروث الحضاري هو ما يأـخذ بيد الدولة الى وحدتها الوطنية ، وتعاقدية ومشروعية النظام السياسي الذي يحكمها ويقود شعبها ليسيرا معاً جنباً لجنب ، الشعب يسبق تارة والحكم يسبق تارة في متوالية سياسية تنموية انجازيه .
تقود العالم اليوم دول متعددة الاعراق والقوميات مثل روسيا واوروبا والولايات المتحدة وماليزيا ، ودول تنتمي لقومية واحدة مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية ، ودول متعددة الاديان مثل الهند ، ودول متعددة القوميات والمذاهب مثل تركيا . ودول تسودها ديانة واحدة مثل الاسلام في تركيا وماليزيا والمسيحية في جميع دول اوروبا واكبرها المانيا وفرنسا وبريطانيا، والهندوسية في الهند والبوذية في اليابان والصين. الجامع الوحيد بين هذه الدول هو مدنيتها ومواطنتها ونظامها السياسي بمشروعيته التعاقدية .
ما يسمى مؤامرات الدول ضد بعضها واستهدافها لبعض البعض ليس الا نتيجة طبيعية للتضاد فيما بين مشاريع الدول لحاضرها ومستقبلها كضامن لحماية مصالحها . الدولة التي لا تملك مشروعها الوطني تتحول الى فراغ تسعى كل دولة من الدول المتنافسة لملئه قبل ان تملأه غيرها . وترى في ذلك مصلحة لها بينما تراه الدولة المستهدفة مؤامرة عليها. ويكبر الامر في رأسها مع كل اتساع للفراغ لديها حتى تتصور في نهاية الامر انها تتعرض لمؤامرة كونيه .
أيها الشباب الاردني ، تقدموا الى مشروعكم وهو دولتكم المدنية . لا تترددوا كما فعل غيركم ، وعلقوا فشلهم على مشجب المؤامرة الدولية والاستهداف الدولي . لستم مستهدفين لكونكم عرباً ولستم مستهدفين لكونكم مسلمين . الاستهداف يصنعه في الخيال العجز عن صياغة المشروع الوطني وبناء دولة القانون والمواطنة . دولة مدنية لكل مواطنيها ، لا سيادة فيها لغير القانون ، وتمتلك ثقافة مدنية متنورة منفتحة قادرة على النهوض ببلدكم .
سوف يبقى الاردن قوياً وآمناً بكم وثرياً متنوعاً بطيفه الوطني الاردني والمتعدد ، بعربه وشركسه وشيشانه واكراده وارمنه ، وبمسيحييه ومسلميه ودروزه وبهايئيه ، وبوحدته الوطنية ، وبقيادته المتميزة برؤيتها وتنورها واستشرافها للمستقبل .