في المباريات الزوجية للعبه الملوك كما يطلق عليها تلعب لاعبين ضد لاعبين، وضربة الإرسال تُرسل من الجهة اليمنى للملعب وعلى شكل قطري، ثم عند تسجيل النقاط يقف اللاعبان في جهتين متعاكستين من الشبكة، ويُسمّى اللاعب الذي يبدأ بإرسال الكرة المُرسل (Server)، والآخر المستقبل (Receiver)..
ويذكرني هذا المشهد الذي لا اتقن سوى التفرج عليه وبحضني ( سطل كبير من البوشار ) كيف تمكن رئيس حكومتنا صاحب مشروع التذاكي الالكتروني لحكومته في إقناع الشعب الساكت حتى هذه اللحظة من ان رفع الخبز هو تسجيل نقطة صحيحة وان الجمهور سيصفق له بحرارة بعد اكتمال نهاية الضربة في الطرف الاخر من الملعب.
طبعا لم تكن مصادفة ان يكون وزير الصناعة والتجارة والتموين التكنوقراط ابن عجلون هو احد اللاعبين الأساسين في الملعب فهو اعتاد ان يتلقى الضربات الممنهجة من رئيسه ال مرسل ليسوقها بطريقته الفنية وبلدغته الظريفة ووجه الملائكي للشعب الأردني( الجمهور ) فكأن الملقي قد أعد دراسات نفسية جاهزة ووجد في الوزير القضاة ضالته لتسويق رفع الخبز ورفع الأسعار عبر الوزارة الاخطر في هذه المرحلة والتي يسانده فيها كادر تنفيذي يساعده بخفاء امين وزارته ، والحقيقة ان تذكر المفارقة بين حكومتين :الكباريتي التي حاولت المساس بالخبز لتلقى وجه ربها دون عوده ميمونة في أواخر التسعينات من القرن الفارط والتي حاول في ذلك الوقت رئيسها التبرير والشرح ليفشل بعوامل عده من بينها ضجيج النقابات ومؤسسات المجتمع المدني مثل غرف الصناعة والتجارة وبين حكومة الملقي التي كما يبدو انها طبخت بهدوء طبخه الرفع واستمالت كل القوى المفترضة من نقابات وغرف الصناعة والتجارة التي اصبح رؤسائها بقبضه الموافقات بعد تعيينهم في مجلس الأعيان ، ولكن العواقب غير مأمولة النتائج حتى الان .. المفيد ان الشعب الأردني لا يريد المجازفة بأية مظاهر احتجاجية تستفيد منها قوى معينه لحساب مكاسب سياسية (شخصية) سواء كان مجلس النواب او بعض الحركات السياسية المحرومة شعبيا من أيه رضى يذكر كما الماضي .
وفِي بعض التقارير الأخيرة التي وضعت على طاوله القيادات الأمنية في البلد ان المشروع سيمر بصخب مقبول ومسيطر عليه ولن يطغى الى تظاهرات تجرها عواقب وان الضحايا في أحسن احوالها أشخاص من ذات الحكومة يضحى بهم في حال الوصول لنقطه الصفر مع جمهور المعترضين .. القضاة الذي وافق على حمل المشروع اعلاميا وفنيا سيلتصق به الى الأبد مشروع تعريبه فهل سينجح الى تعريبات اخرى خاصة وان الدولة بحاجة لها بعد تغيير مفاهيم اللعبة الاقتصادية وتحويلات جذرية في المنهج ام انه سيكون ضحية النتائج ... ثقته بخطواته وتصريحاته تدفعنا للقول انه سيلعب server ولن يبقى receiver بعد حين وعلى وجه التحديد في مناقلات وتغيرات ذات ملمس ملكي تنضج على نار هادئة.