facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




أوراق متعبة


سهير بشناق
12-01-2018 01:54 AM

الامر يستحق ان تكون؟

لم يكن الامر يستحق اكثر من عتاب ..وتستمر الايام .

لم يكن الامر يستحق كثيرا (..)ان تتوقف علاقتهما ،امام شيء ما كان يمكنه ان يمضي ويرحل؛ لو كانت هي تملك القدرة على التسامح وطي صفحة من صفحات العمر .

لكنها لم تعد تمتلك شيئا باعماقها يغنيها عن خسارتها ،ولم يعد هناك مكان للغفران فما بقلبها من اسى وقسوة جردها من اي محاولات اخرى ،تتيح لها فرصة الابقاء على ما بينهما .

لم يكن عابرا ولم يكن غريبا كان لها في يوم ما العمر كله معه اكتشفت كيف يمكن للمراة ان تكون امراة وكيف يمكنها ان تكتفي بانسان واحد عن الاخرين .

كان بعيونها الحياة كلها بداياتها ونهاياتها فرحها ولحظاتها الجميلة .... منحت ذاتها قبل ان تمنحه القدرة على الحب بهذه الصورة التي لا نكون بها مدركين لتاثيرها علينا ان تملكنا الحب بكل ما نملك واستوطن نفوسنا ووجداننا ....

كم صعب على المراة ان تحب بهذا القدر وان تتالم ايضا بحجم الحب الذي احبته ,ان يتحول من احبته الى انسان غريب عنها عن مشاعرها عن وجودها وهي تعلم باعماقها بان خسارته لن تعوض بإنسان اخر ليس لانها لا تؤمن بالفرص الجديدة بل لانها تعلم ذاتها وان قلبها لا يمكن ان يفتح ابوابه لانسان اخر بعده .

لم يكن الامر يستحق كل هذا !

هكذا نحن امام الخسارات الكبيرة نبحث عن تبريرات ليست لنا نحاول ان نتمسك باللحظات وبكل ما كان من حب كي لا نفقد ما عشنا امامه من قيم لا تتكرر.

هكذا نحن ضعفاء امام مشاعرنا نحاول ان نقنع انفسنا ان الامر لم يكن يستحق كل هذا ولطالما حاولنا الا يكون الامر يستحق كل هذا وخسرنا انفسنا وفرحنا وقدرتنا على الشعور بمن نحب وبكل من حولنا ,لاجل الحب تنازلنا كثيرا وطوينا صفحات وصفحات من العمر لنمضي ونستمر لان الامر لم يكن يستحق ,لنكتشف ان الامر كان يستحق ان ننهي ونرحل من البدايات .

لندرك ان منح الفرص لمن نحب فرصة تلو الاخرى ونحن نخفي الالامنا ووحدتنا وعدم قدرتنا على فهم من نحب يعني ان نطفيء شموع القلب يوما تلو الاخر وان نغلق نوافذ القلب واحدة تلو الاخرى لياتي اليوم الذي نؤمن به ان الامر كان يستحق اكثر من كلمات عتب ولوم ومحاولات لاستعادة كل ما كان .

وان منح الفرص لن يزيدنا سوى الما وادراكا بان شيء لن يتغير ورغم ذلك نبقيها وكاننا نخادع انفسنا لاشياء لن تعود ....

هي تدرك اليوم بان الامر يستحق لان سنوات العمر ان رحلت لا تعود وان الحب وحده ليس كافيا لان نستمر .....

الحب يمنحنا كل ما نريد لكنه يصبح غريبا موحشا ان لم نكتشف في لحظة ما اننا به نكون انفسنا وذاتنا

هو لها لم يكن عابرا ولم يكن غريبا في وقت كان به الحب يشعرها بانها نفسها وذاتها .

واليوم نفسها غريبة عنها كلما حاولت استعادتها تذكرت بان الامر كان يستحق .

هي ،تطوي صفحة وتعلم جيدا ان الصفحة التي وراءها ،ليست بذات اللهفة وبذات الشعور ،الذي كان ولكن كل ما تريده ان تشعر بالراحة ان تتوقف عن منح فرص لتقنع ذاتها ان الامر لا يستحق ان ننهي شيئا كبيراً

كان لها الامر يستحق ان تنهي ما كان بعمرها وكان له الامر لا يستحق لانه رجل لا يزال يؤمن بها لكنه غير قادر على منحها سوى الالم والتعب .

الاحتياج ضعف !

في ذاك اليوم لم تكن بحاجة سوى اليه.

لم تكن بالمراة الضعيفة التي تعترف بضعفها او حزنها او آلامها .

كانت دوما تعود لنفسها تلملم كل ما يحزنها وتعيش بعالمها فقط لانها ادركت ان الاخرين لن يمنحوها الراحة التي تريد وان انهزام الانسان امام ذاته قوة وانهزامه امام الاخرين ضعف . .

كانت تختار الصمت عن البوح تعلم جيدا كيف تقف من جديد وهي التي تعثرت مرات ومرات لكنها لم تطالب احدا بمد يده لالتقاطها ومساعدتها على الوقوف مرة اخرى ...

قلبها يتسع آلام من تحب ولكنه اوصد نوافذه بوجه الاخرين ان ما تعلق الامر بها لانه يخاف من الخذلان والانكسار ان باح يوما ما بما يعتريه ...

لكن بذاك اليوم كان حزنها كبيرا كان خوفها يستوطن الروح والقلب ....

شعرت للمرة الاولى بالاحتياج له وهي لطالما اخفت هذه المشاعر عنه ليؤمن بانها امراة قوية لا تعبر عما بداخلها ولا تشعره بضعفها ولو لمرة واحدة .

بذاك اليوم احتاجته كما لم تحتج لشيء او انسان بعمرها ، ارادت ان يستشعر ما تمر به وان يحتويها كما هي ...

لم تكن تحتج ان تبوح فهي قد فقدت هذه القدرة منذ زمن ولم تكن تريد ان يسمعها اي شيء .

لكنها ارادت ان تكون امامه امراة ..تحتاج لمن تحب.

ان تبكي امامه وان تعلن عن ضعفها للحظة واحدة فقط، ان تجده اليوم مختلفا ليس كما اعتادت ان يكون وليس كما اعتاد هو ان يراها .

بذاك اليوم ارادت ان تشعر بالانهزام امام انسان واحد فقط وليس ذاتها ...

ارادت ان تكون كسحابة مطر تنهمر وتنهمر بما تحمله ثم تعود على ما كانت عليه دون ان تحاسبها السماء على ما اقترفته .

ارادت ان يكون الحب بذاك اليوم لها فقط ان تختصر مشاعره ومفرداته وقصصه بلحظات تعبر بها عما يعتريها من الم لتجد من تحب بجانبها يمتلك القدرة على ان يفهمها ويستوعبها ويحتويها ليعود بعدها كما كان وتعود هي على ما يراها به دوما ..

كم احتاجته بذاك اليوم ..

كم تمنت لو انه شعر بها كما تريد لكان حينها اقرب من الروح لها ؟

في ذاك اليوم هو لن يدرك ماذا فقد منها ؟

لن يدرك انه اضاع منها كل ما كانت تحتاجه من حب والشعور بالامان ودفء العمر كله ....

بعض اللحظات والمواقف تغير بنا الكثير .... نفقد بعدها قدرتنا على احتياج من نحب لاننا بحثنا عنهم ولم نجدهم فوجودهم بايامنا لا يعني ان تتكرر حاجتنا اليهم كما كانت في يوم ما

هو يوم ورحل لكنه مع رحيله اخذ منها شيئا ما لن يفهمه هو ولن تشعر هي به مرة اخرى من جديد .

الرأي





  • 1 كريم الاردني 12-01-2018 | 09:00 AM

    احساس مرهف وكلمات عميقة ، انتظر مقالاتك بك شوق


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :