جندنا الأوفياء، النشامى الذين في كدهم سعي لأمننا، وفي أمننا طمأنينة وطن، يستحقون من أهل القلم التكريم على قدر ما صاغت خطاهم للوطن أمناً ووفاء، فالأوطان تكرم من بنيها خيرهم، وخير بني زماننا الأردني هم من بذلوا على الصعاب الكد والسهر والدم في سبيل عبور الوطن أكبر منعطفات الحاضر.
ومدرسة الجيش العربي بمختلف صنوفه وتشكيلاته وأجهزتنا الأمنية في وطننا الكريم تأسست على عقيدة نقية المعدن صافية الروح، ترى في الوطنية والعروبة والوفاء والرجولة قيماً تصان بالحراب.
والمتتبع للعقد الأخير من دور قواتنا المسلحة الأردنية (الجيش العربي) وأجهزتنا الأمنية، يلمس الاستجابة السريعة للمتغيرات التي باتت تفرض نفسها علينا.
فالحروب والخطر تحول في شكله ومقدرته، وبات الخطر يحتاج لحرفية ومهنية عالية، وهذه ميزة في جندنا، وتغذيها العقيدة العسكرية العميقة التي تتحلى بها الحواضن العسكرية من إيمان بالشرعية والمشروعية الهاشمية وقدسية الثرى، وحق الوطن الكريم بالحياة.
وجاء إعلان نشامى المخابرات العامة عن التصدي لعملية إرهابية ثم إعلان قائد الجيش الفريق الركن محمود فريحات عن القصاص من منفذي العمليات الإرهابية ضد القوات المسلحة في الركبان واربد والشهيد معاذ الكساسبة هما عناوين عز تسجل في دفتر الوطن، وهذه العناوين جباه الأردنيين إلى العز، ونسجت هذه العناوين أردية فخار حق الاعتزاز بها.
وسيروي التاريخ عن الأردن وستحكي الأجيال اللاحقة، أن لكل زمن أردني صعب رجاله، ورجال هذا الزمان ممن تتلمذوا في المدرسة الهاشمية الممتدة هم جيشنا وجنود وطننا، وما حاضرنا إلا جزء من تاريخ يحكي كيف هو الوفاء في جندنا قيمةٌ تصون الوطن، وتجعل من حرابه محابر لصفحات الغلبة للحق، حمى الله وطننا الهاشمي.