"نار وغضب" في المستعمرات السعيدة ..
لقمان اسكندر
11-01-2018 03:48 PM
لم يكن يعلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن استخدامه لعبارة "نار وغضب"؛ المستمدّة من الإنجيل التي استخدمها من أجل ترهيب الزعيم الكوري الشمالي ستكون عنوانًا لصداع رأسه.
في الحقيقة هو "نار وغضب" .. داخل المنطقة السوداء. مايكل وولف، وهو يكتب ما كتب كان يرسم لنا بعضا من الغضب الذي يمكن أن يواجه فيه ترمب المنطقة في حال تركه قومه يفعل ما يريد. في الحقيقة هم يتركونه يفعل ما يريد.
نحن نعلم أن القنبلة النووية التي يمكن أن تتعرض لها الولايات المتحدة عبر إقالة ترمب أعظم من إبقائه لثلاث سنوات أخرى. الأمريكيون يدركون ذلك. لهذا علينا أن نتوقع أن يبقى الغضب ساكن البيت الابيض. يفعل ما يشاء في سوادنا.
النقطة التي انتهت إليها الدول العربية اليوم أمام غضب ترمب هو محاولة إطفاء نار المجهول التي ألقت إليه المنطقة جراء جنون الغضب.
دعونا نعترف أن كل ما يفعله ترمب أنه يفشي أسرار الغرف المغلقة في البيت الاسود الامريكي للعالم. وهذا يغضب الامريكيون.. إنهم يريدون ان يكون القتل بأناقة أكثر .. والإرهاب مخلوط بروائح عطرة. والتدمير مع ألوان مبهجة.
والناطقة الرسمية التي تعد الشعوب بالقتل ذات وجه حسن تتقن الوعيد من دون ان تستفز أحدا.
لكن بماذا نترجم كل هذا على الارض في المنطقة.. بعد اعلان ترمب.. صار التالي: الضفة لهم كما أراضي الثمانية واربعين. وبعد إعلان ترمب، صارت الغربية كما الشرقية القدس لهم. وبعد إعلان ترمب. على اللاجئين أن يسقفوا منازلهم بالإسمنت بدلا من الصفيح. الصفيح في أية حال صار إسمنتا منذ عقود. الوقت ما زال بعيدا للعودة. هذا ما كنا نشعر به. لكن ترمب جاء وقال لنا التالي: في مستعمراتكم السعيدة عليكم ان تشكروا الله اننا نطعمكم ونسقيكم .. ولا نقتل منكم سوى بضع آلاف.