facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




لماذا الرصيفة؟


د. زيد فهيم العطاري
10-01-2018 04:23 PM

لواء الرصيفة يقترب عدد سكانه من النصف مليون نسمة بمساحة حوالي 35 كيلومتر مربع، امام هذا الضغط السكاني الكبير وفي ظل غياب الاهتمام في هذه المنطقة فمن الطبيعي أن تظهر وتتغلغل مع مرور الوقت ظواهر اجتماعية، ستفضي في نهاية المطاف لإنتاج أجيال يسهل اختراقها من جانب التنظيمات المتطرفة.

بدايةً من التعليم تحتاج البيئة التعليمية للمزيد من الاهتمام والعمل سواءً على صعيد البنى التحتية أو الكوادر التدريسية العاملة فيها، فالأخيرة تحتاج للمزيد من الجهد في مجالات ذات صلة بآليات التعامل مع الطلبة، فهناك انتشار كبير للظواهر السلبية في المدارس من تسربٍ وسواه، تنعكس سلباً على الأجيال التي لا تجد ما يجعلها قريبة من المدرسة فتذهب إلى الشارع، بما فيه من سلوكياتٍ سلبية ناتجةٍ عن ظروفٍ معيشيةٍ صعبة.

اقتصادياً فغياب التنمية وحالة التهميش التي يعيشها اللواء تضعُ أهل المنطقة وشبابها على وجه الخصوص أمام اختباراتٍ صعبة وخياراتٍ محدودة، فغياب المشاريع التنموية يعني غياب فرص العمل وحضور الفقر الذي قد يدفع الشباب للعمل في بيئاتٍ يسهل اختراقها ولا تلبي الحد الادنى لمتطلبات الحياة التي اصبحت باهظة الثمن.

اجتماعياً وهنا يبدو الارتباط وثيقاً بالوضع الاقتصادي أكثر من أي مكانٍ أخر فتردي الأخير وفق ما تُشير اليه الدراسات العلمية سيؤدي بالضرورة لتفككٍ اجتماعي وأسري بالتالي سيصبح الفرد أمام خياراتٍ أحلاها علقم، فعلى سبيل المثال ضيقُ ذات اليد قد يفضي إلى الطلاق الذي قد يؤدي هو الأخر لضياع الأسر التي هي لبِنةُ المجتمع الأولى وستنتشر الظواهر السلبية من عنفٍ وتناولٍ للمخدرات وغيرها من الآفات الاجتماعية والأخلاقية.

سياسياً فلا يخفى على أحد أن الرصيفة لا تُمثل بعدالةٍ في المجالس المنتخبة بالتالي فهي بحاجة للمزيد من أجل ايصال صوتها، وإشعار المسؤولين بضرورة الاهتمام بها وبكثافتها السكانية، إضافة إلى أن هناك حالة من الاحباط وعدم الاهتمام لدى المجتمع الرصيفي بالشأن السياسي وبالساسة ويعود ذلك لغياب قنوات الحوار بينهم وبين المسؤولين وعدم إشراكهم في مناقشة أية سياسات أو قرارات قد يتخذها أعضاء المجالس المنتخبة على اختلاف درجاتها فالجو الخدمي هو السائد على طبيعة العلاقة بين الناخبين وممثليهم.

عند الحديث عن العمل العام في الرصيفة تنشط الجمعيات الخيرية بصورة أكثر من سواها فالظروف المعيشية الصعبة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة يجعل هذه الجمعيات الأكثر صداً وهذه ليست بظاهرة سلبية، إلا أن الجمعيات الثقافية والأندية الرياضية والأحزاب السياسية تبدو مُقصرة في لعب دورها وضعف الامكانات قد يكون أحد أسباب ضعف هذا الدور وغياب تأثيره.

أمام هذا الواقع المؤلم الذي تستغله التيارات والجماعات التكفيرية لنشر خلاياها وتجنيدِ اعدادٍ ممن ضعُفت نفوسهم لابد من طريقٍ في العمل يبدأ خطواته المواطنون في الرصيفة من مختلف الشوارع والمخيمات والأزقة والأحياء.
بعد السؤال لماذا الرصيفة يُطرحُ سؤالٌ أخر أين من هنا.؟؟

من الضروري الأن أن يبدأ مثقفو الرصيفة من شبابها واعلامييها وأعضاءُ مجالسها المنتخبة السابقون والحاليون ونشطاء المجتمع المحلي العمل معناً لوضع خارطة طريق لتشخيص التحديات التي تواجه هذه المنطقة، لعل مجلس محافظة الزرقاء واعضاؤه الذين يمثلون لواء الرصيفة لديهم الكثير ليفعلوه فيما بخص الجانب التنموي، إضافة إلى الجوانب الأخرى ذات الصلة بالتوعية ثقافياً وحقوقياً ودينياً ايضاً لضمان تحصين الشباب والحيلولة دون تلقف التيارات التكفيرية لهم، خاصة فئة الشباب الذين يسقطون في مستنقع العنف المجتمع والسلوكيات السلبية فيظنون أن التطهر والخلاص هو باتباع هذه التيارات.





  • 1 يوسف الوهادنه 10-01-2018 | 07:17 PM

    مع احترامي لكل ما تضمنه المقال. هذه العوامل ليست مبررا لأحد بخيانة وطنه وأهله.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :