"شومان" تقدم الفيلم التركي "بهجتي الوحيدة"
10-01-2018 04:19 PM
عمون - على الضفة الآسيوية لمضيق البسفور الذي يفصل اسطنبول إلى أوربية وآسيوية، تجري أحداث الفيلم التركي "بهجتي الوحيدة" الذي تعرضه لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان. اختار المخرج منطقة شعبية مهملة حيث يسود الفقر والعنف والدعارة على الرغم من الجمال الطبيعي للمنطقة. شخصيات الفيلم الرئيسية ثلاثة هم الجد طريح الفراش، وابنه المالك لقارب صغير يؤمن من خلال عمله عليه، الذي قد يكون قذرا أحيانا، دخلا متواضعا، والحفيدة "حياة"، الشخصية الرئيسية في الفيلم، التي تبلغ الرابعة عشر من العمر.
يعيش هؤلاء الثلاثة في كوخ متواضع على ضفة نهر وسط أشخاص آخرين مهمشين أو خارجين على القانون. تواجه حياة منذ بداية عمرها ظروف عيش صعبة وعليها أن تتدبر أمرها بنفسها، فالأم مطلقة ولا تراها حياة إلا نادرا، فهي متزوجة من شرطي ورزقت منه بطفل يأخذ الحيز الأكبر من اهتمامها. بعيداً عن حركة ورومانسية العيش قرب الماء، تقاسي حياة شظف وضنك العيش. ولكن لدى حياة غريزة البقاء. حيث تلهمها قدرتها على الشجاعة والتحمل والأمل في وجه هذه المحن بوجود إمكانية عيش حياة أفضل بالرغم من الظلم متعدد الأوجه في عالم مجحف.
من ناحية أخرى، يوظف المخرج الأغنية في الفيلم بشكل جميل، فالأغنية الأولى" أنت سعادتي وإشراقي"، والثانية" أنا احبك" تشكل نقيضا لحياة الصبية المراهقة بطلة الفيلم "حياة" التي تلعب الدور الرئيسي، فهذه الصبية غير قادرة على التواصل مع من حولها، ويبدو عليها أحيانا أنها لا تتكلم بل تهمهم.
لإغناء ما يريد المخرج توصيله في فيلمه هذا يعمد أولا، إلى "التلاعب" بالضوء والظلال واللون، وثانيا، إلى استعمال صوت مصاحب لشريط الفيلم لا ندرك طبيعته فهو يتراوح بين صوت عاصفة أو صوت تحطم زجاج و... الخ
يعني اسم هذا الفيلم بالتركية "ما زالت هناك حياة" ومن هنا اختيار هذا الاسم للصبية المراهقة، (كلمة حياة في العربية والتركية تحمل نفس المعنى). إن حبكة الفيلم وكما يريدها المخرج تذهب بالمشاهد في شتى الاتجاهات. قد يبدأ الفيلم بمشهد ما وينتهي أو يعاد دون أن يقدم شرحا أو تفسيرا مباشرا، كما لو أن المشاهد ينظر إلى أحجية عليه أن يجمع قطعها المتناثرة.
هذا الفيلم حكاية مؤثرة عن الصمود الانساني في وجه العيش الصعب والعنف البشري تتوجها نهاية الفيلم التي تصور ضمن مشهدية بديعة هروب بطلة الفيلم من المنطقة برفقة حبيبها الشاب.