الاردن السياسي بين محورين جديدين
عماد البستنجي
10-01-2018 12:51 PM
لم يعد خافيا على احد ان هناك محورين تشكلا بعد وصول ترامب الى السلطة.
احد هذين المحورين تجاوز خلافات اعضائه التي اوجدتها الازمة السورية وهي خلافات ليست بسيطة كان ثمنها تدمير بلد بأكمله وتهجير نصف شعبه وقتل الاف الابرياء.
هذا المحور يتكون من ايران وتركيا وقطر وحديثا السودان، وهو قابل للتوسع لمن اراد الانضمام في حال قرر الخروج عن العصا الامريكية، مع ملاحظة ان روسيا تقف خلف الستار.
والمحور الثاني يمثل دول حليفة اضافة الى اخرين وخلف الستار يوجد امريكا.
اللعب اصبح على المكشوف والايام القادمة ستشهد مفاجآت جمة لا احد من العرب يعرف نتائجها فنحن اضعف حلقات هذه المحاور.
المهم بهذا الموضوع ان الاردن في وضع سياسي معقد، فهو تاريخيا اقرب الى السعودي ومصر عدا عن كون السعودية هي الجار والداعم المالي الاكبر للأردن.
ولكن ما يطلب منه مغامرة لا يستطيع الاردن الرسمي وطبعا الشعبي قبوله باي شكل لأسباب عديدة معروفة لا مجال لذكرها.
والمطلوب هو الموافقة على التقدم فلسطينيا نحو خطوط حمر، لا يمكن قبولها.
ما يراد لعين المملكة أن تراه هو ان ما يراد التوقيع عليه هي صفقات تجارية لقضية العرب والمسلمين الاولى. ويدرك حكماء العالم ان القضية أعقد من أن تنتهي بتوقيع.
علينا أن نتذكر ما أشار اليه جلالة الملك انه عرض عليه 100 مليار لقبول ما يرفضه، لكن مواقف الاردن ليست للبيع. كان جواب جلالته: "مع السلامة".
كان الحديث الملكي صريحا يكشف حجم الضغوط التي يتعرض لها الاردن.
ليس أمام المملكة الا أن تصمد تحت ضغط سوء الاوضاع الاقتصادية والابتزاز الذي يتعرض له من محدثي السلطة.