facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الملك يريد تغييرا وابتكارا جذريا


صالح سليم الحموري
10-01-2018 03:05 AM

نحن نعيش في عصر من التغيير المتلاحق الذي يحبس الأنفاس، ونعيش في مجتمع المعلومات التي يصل إليها الناس بسرعة، وهي في متناول كافة المستويات الوظيفية. وعليه فإن بيئة العمل تتطلب المرونة والرشاقة والقدرة على التكيف والقابلية لاستشراف المستقبل. فتعمل هذه المؤسسات على تقديم خيارات وخدمات تفوق التوقع، وتلبي احتياجات و رغبات المتعاملين حسب فئاتهم، وتعمل على اسعادهم، بدلاً من خدمتهم فقط.
تم توجيه المؤسسات الحكومية عدة مرات من قبل جلالة الملك انه يريد تغييرا وانه يريد ان تلعب المؤسسات الحكومية دورا أكبر في المجتمع وان تعمل على تبني مجموعة من المفاهيم الحديثة في الادارة الحكومية، وينبغي استخدام تقنيات استشراف المستقبل لبناء رؤية واضحة والتعرف على الاحتياجات الرقمية الحالية والمستقبلية للمجتمع، بحيث تتمكن من تحقيق التحًول الرقمي بنجاح عن طريق ابتكار مجموعة من الخدمات الرقمية التي تسهل المعاملات الحكومية.
ولكن.....لم يحدث
عندما نقول ابتكار فلا يكفي الابتكار التحسيني فقط، فلقد أصبح مطلوب من القطاع العام إدخال الابتكار الجذري في خدماته، وأن يبتكر صناديق جديدة من الخدمات، وان يكون له دور فاعل في التصدي لمجموعة من التحديات التي تواجه المجتمع، فهناك الكثير من التغييرات في التوجهات العالمية وفي القدرات التكنولوجية المتطورة. فالمؤسسات الحكومية صاحبة الريادة على مستوى العالم بدأت تغير طريقة نظرتها الى المتعاملين الحاليين والمستقبلين، وفي حين أن الاقتصاد الرقمي بدأ بالازدهار، فقد أصبح يتعين على الحكومات ايجاد بيئة منُاسبة تحتوي على كل مقومات البيئة الايجابية الصالحة والتي تساعد في نمو العمل، ومن الممكن أن يعمل الابتكار الجذري على التقدم في التكنولوجيا الرقمية وتوفير خدمات أكثر كفاءة، وتحسين تجربة المتعاملين.
ويتجسد الهدف الأساسي للابتكار الجذري في العثور على طرق جديدة للتأثير على حياة الناس، وتفعيل منهجيات جديدة لتأكيد دورهم كشركاء في رسم معالم المستقبل. وهي تختلف عن النماذج التقليدية للتفكير، وتتبنى تقنيات وأفكار جديدة وتتصف بإمكانيات ضخمة في المجال الحكومي إلا أن التحديات التي تواجهها الحكومة تعتبر هائلة.
لقد حان الوقت للقطاع العام للتوقف عن الخوف من الفشل والتجريب وانتظار نضوج المنتجات والتقنيات حتى يتم اعتمادها. قد يكون الابتكار من اكثر الاعمال فشلاً، إذ ربما يتم الوصول إلى فكرة ناجحة بعد تجربة 20 فكرة، وقد يتم صرف الكثير من المال على التجريب والتطوير قبل أن يؤدي فيما بعد إلى الكفاءة والفاعلية والنمو والازدهار.
وساهمت الكثير من الابتكارات ومنها الجذرية التي قام بها القطاع الخاص في ارتفاع التوقعات لدى المتعاملين وأصبحت الشعوب حول العالم تطُالب حكوماتها أن تزيد من خدماتها وان تكون سريعة وذات جودة عالية، لذلك توجب على الحكومات والمؤسسات الريادية المضي قدماً في ابتكار الخدمات التي تقدمها لكي تواكب وتيرة التغيير المتسارع، مما سيؤدي الى زيادة النمو الاقتصادي وجذب الصناعات والمستثمرين ودفع عجلة النمو الاقتصادي.
وفي دراسة قامت بها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية حددت بها العوامل المتداخلة المؤثرة على الابتكار في القطاع الحكومي وهي التغلب على الحواجز البيروقراطية، والاستفادة من أفكار الناس الذين يطرحونها، وبناء علاقات مفتوحة وشفافة وقائمة على الثقة مع المواطنين، وتمكين ثقافة تدعم الابتكار.
وبالرغم من أننا نحيا في عصر اقتصاد المعرفة، لم تعد المعرفة هي الميزة التنافسية الوحيدة والقوية القادرة على تمكين وتميز وريادة المؤسسات، فلقد اصبح تنافس على استشراف المستقبل وعلى الابتكار الجذري في المنتجات والخدمات التي يتم تقديمها، فجميع عناصر التفوق اصبحت حاضرة، وبات العالم متشابك ومتصلاً والبيانات والمعلومات مفتوحة، والانتشار السريع للتقنيات المفتوحة التي تتيح التعاون والعمل التشاركي عبر العالم، وسهولة اقتباس الافكار الجديدة وشيوع مناهج وتقنيات الابتكار المفتوح وإمكانية العمل مع افراد من جميع انحاء العالم عبر فرق عمل متحركة وغير موجودة في بلد معين حيث تربطهم المشاريع التي يعملون عليها وبتقنيات متعددة، وأصبح التنافس على المخاطرة واستكشاف ارض جديدة غير مكتشفة وتقديم خدمات غير موجودة بالأساس.
وفي تقرير صادر عن جامعة هارفارد تم عرضة في القمة الحكومية عام في دبي2016 تم بيان المراحل الزمنية للأتمتة والتي تظهر التدرج الطبيعي والمنطقي لاقتحام الآلات لعالم صنع القرار، وأصبحوا يتحدثون الآن عن مرحلة "التفرد" والتي تعني ان الروبوت والذكاء الصناعي سيتفوقان على الذكاء البشري، بحلول عام 2040، ولكن مبتكر القرن الواحد والعشرين "آلون ماسك" يقول انه في عام 2030 سيكون هناك روبوتات اذكى من الانسان.
وعلى الرغم من كل ما يتم نشره وتناقله عن الابتكار والتطوير والتكنولوجيا، الا ان الاحصائيات تدل على ان اكثر من نصف المدراء في الشركات والمؤسسات الحكومية تفضل الامان والبقاء على الوضع الحالي أكثر من الابتكار، وتشجع على تطبيق عوامل نجاحها في الماضي اكثر من تشجيعها على اكتشاف عوامل النجاح في المستقبل. لذلك الناس عادة لا يحبون التغيير، بل الكثيرون يحاربون من ينادي بالتغيير لأنه سيتطلب منهم تغيير عاداتهم. لذلك أقول لجميع المبدعين: ستجدون دائماً من يقاوم أفكاركم، وهذه أولى العلامات على أنكم في الطريق الصحيح للتغيير. وأقول للإخوة المسؤولين: لا تقاوموا التغيير، بل كونوا جزءاً منه".
الملك يريد تغييرا وابتكارا جذريا، او اعادة اختراع الحكومة.
الحموري
*مستشار التميز المؤسسي/دبي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :