(1)
لِغَيْرِ عمّانَ ، هذا القلبُ ما خَفَقا
وغيرَ فرسانها الشُّجْعانِ ما عَشِقا
ولا أَحبَّتْ عُيوني مِثْلَ طَلَّتِهِمْ
على الرَوابي : رِماحاً تَنْشُرُ العَبَقَا
فَهُمْ لَظىً ، وشَذىً .. شَمْسٌ وداليةٌ
سُبحانَ مَنْ جَمَعَ البارودَ ، والحَبَقا !
يا نَخْلةَ العِزِّ ، شمسُ العزِّ ساطعةٌ
على الرّبوعِ التي أَعْطيتَها الأَلَقا
جَعَلْتَها واحةً خضراءَ .. دانيَةً
قُطوفُها .. وَتركْتَ السَّيْفَ مُمْتَشَقا
فَمَنْ أرادَ الشَّذى ، كُنّا أَزاهِرَهُ
وَمَنْ أَراد الأُذى كُنّا لهُ الأَرَقا
ونحنُ نحنُ ... سواءٌ أَمْطَرَتْ ذَهَباً
سماءُ أوطانِنا .. أَوْسَدَّتْ الرَّمقا
فليس يَجْمعُنا خَوْفٌ ، ولا طَمَعٌ
لكنَّه العِشْقُ، والدُّنيا لِمَنْ عَشِقا !
(2)
يا أُردنيّونَ .. إمّا مَرَّ واحدُكُمْ
على تُرابِ الحِمى .. قولوا لهُ : اَّتئدِ
فإنَّ تحت الثَّرى، أَوْ فوقَهُ مُهَجاً
تَزيدُهُ وَهَجاً ، والغُصْنُ بَعْدُ ، نَدىِ
ويَحْسبُ الناسُ فَقْرَ الأُردنّيِ غِنىً
مِنْ عِفّةٍ فيهِ ، تَسْتَعْلي على الأَوَدِ
وَيْحسِدونَ عُيوناً ، لا تنامُ على
ذُلٍّ .. وأعْيُنُهم تَشْكو مِنَ الرَّمَدِ
أقولُ ، ما قالَهُ «البيتُ القديمُ لهم :
(حتّى على الفَقْرِ ، لم نَسْلَمْ مِنَ الحَسَدِ)
(3)
سيّدي ، يا «أبا الحُسَيْنِ ، وَهَلْ يَطْلُعُ
إلاّ مِنَ النَّشامى النَّشامى ؟!
ويجيءُ الفُرسانُ ، إلاّ مِنَ الفُرسانِ !
صِيداً ، طُولَ المّدى ، وكِراما ؟!
وَعْدُ رَبّي : أَنْ يَنْصُرَ الحَقَّ ، مَهْما
طالَ عَتْمُ الدُّجى ، ومَهْما أَقاما
و»لفُرسانِ حَقِّنا» ، نَنْثُرُ الشِّعْرَ
وُروداً ، وزَنْبقاً ، وخُزامى ..
ولِمَنْ يَكْرَهونَ أنْ يَجْمَعَ الأُردنُّ
فيهِ الأخوالَ ، والأَعْماما
قُلْ لهم : لا مكانَ فينا لِباغٍ
أو دَعيٍّ .. يُقَطِّعُ الأَرحاما !!
فَحِمانا للطَّيّبينَ ملاذٌ
وعلى غيرِهم سَيَبْقى حرَاما !!
الرأي