يا عشاق الأرض اتحدوا...
كم هو العاشق غارق في إثم الحب الممنوع في مجتمع حَرَّم كل انواع الحب ، يتصرف بحذر شديد يخاف ان يكشف أمره ، يمثل دور البطل في زمن أصبحت فيه البطولات على الورق.
كم عاشق أنكر على نفسه وعلى من يحب حرية التعبير والتصوير والجهر بالمشاعر الدفينة ، يمارس عشقه بين السطور ،ويتخذ من القلم سيفاً من الفواصل بين الكلمات على السطور دروع ، يرفع الفاعل وينصب المفعول به ويتصرف بكل النقاط فوق الحروف.
حياتي انا ، قلبي أنت، عشقي الأزلي ، روحي وخفقان قلبي ، يا سروري وفرحتي ، يا دموع اشتياقي ...... وكل العسل في الكلام والتعبير ...
العاشق في علاقته مع من يحب يدبر كل التدابير ويسرد كل قصص البطولات وينافس عنترة والملوح ويجلب النوق البيض مائة منها ليرسم الابتسامة ويجسد بمعلقة شعرية كل الأحاديث بطل على الورق لا يستطيع البوح بما في وجدانه فهو الخائف والخائن والمرتجف امام سياط المجتمعات الحاكمة باسم الحب الممنوع.
نعم في الحب والسياسة وجهة نظر وفلسفة توسم ملامح البطولات الزائفة ، من يخشى الانخراط في السياسية تماما كمن يخاف البوح بعشقه لا فرق بين الموقفين ، هنا نقف أمام حقيبة الجبناء في عصر حرمت فيه العلاقات العاطفية السياسة مع الوطن.
الحب بالسر وممارسة التعبير السياسي أيضا بالسر ، من يجرؤ على الإفصاح عما يجول في خاطره او يجهر بحبه امام الناس ، نحن نمارس حبنا للأوطان سرا ً ونعلن عشقنا للأوثان كي نتجنب محاسبة من الجلاد وصوت السياط يعيش في داخلنا في أهازيج وعبارات كلنا كبرنا على سماعها .
احذر حب الوطن فتحاسب عليه ...
اكتم مشاعرك لا تتفوه بكلام العشاق فهذا حرام ..
اختصر قول الحقيقة فهذا درب الهلاك ..
ابتعد عن الأحزاب فيها خراب ودمار ...
السياسة طريق كلها اشواك فلا تدمي يداك ،علمونا الخوف من الفلسفة لان فيها فهم لمفردات الحياة ، وأبعدوا عنا الترجمة لمعاني الفداء لان فيها هلاك.
لكن العاشق الحقيقي يدرك ان الأشواك تعلوها ووردة رحيقها حب، ولونها رمز للفداء ، العاشقون اذا اتحدوا طوقت قلوبهم كل الحاقدين.
حب الوطن سياسة...
لا تتنازل عن شعور انت تملكه ،دافع وقاوم من اجل قضيتك ومن اجل محبوبتك ومن اجل حريتك ، السياسة هي الحب الحقيقي لمن أراد الحياة بحلوها ومرها ، هكذا تُمارس الحقوق بقلب جرئ، نعم أحب الاردن أرضا وشعبا وملكا ً، حمى الله الشباب وعاش الأردن أرض العشق والعاشقين، ودمتم.