ما زلنا بخير، فما زال أبناء الوطن من رجال المخابرات وكافة الأجهزة الأمنية على العهد وسيبقون دوماً في هذا الأردن يحبطون محاولات الإرهابيين الغاشمة والكارهين لاستقرار هذا الوطن الأجل.. الهاشمي.
صباح اليوم و كمقيم خارج البلاد، فمنسوب الحنين يرتفع وكلمات حيدر محمود تطفئ بعضاً من شوق الغُربة وبين التقليب في الوطنيات، صادفتُ فيديو لإحتفالية عيد الجلوس الملكي العاشر، حين نزل الملك الى أبناء وبنات الأردنيات رافعي الراية في الساحة، وتوجه نحوهم بحب، وهم.. بادروه بالعشق، فهذا هو الأردن ملكُ يخدم شعبه وشعبُ يعشق ملكه... وهذا مشهد بحق جميل ليخلق صباحاً جميلاً لي!
لكن..
الملك يوعز دوماً للحكومة بتليبة مطالب الشعب، وفي أوراقه النقاشية رسالة واضحة للمهام التي يجب ان تتبناها الحكومة، وقد أسست لها الأرض الخصبة لذلك فالأمن في الأردن هو نعمة بفضل الله وأداء رجال عسكرنا في كافة مؤسساتهم ما زالت وستبقى بإذن، فليس على الحكومة ان تقلق البتة من هذا الجانب، واستقراراً فالملك بوجوده بين شعبه يبعث رسالة امل لا تخبو بين الأردنيين، وفي أوراقه النقاشية مخطط شامل ورسالة توعوية لألية العمل.. لكن ! مع ذلك، الإخفاق ما زال يصاحب أصحاب القرار والاقتصاد ما زال يتدهور والمواطن ما زال... بين قهر الحاجة والقبض على جمر الحب لوطنه.
هل الحكومة ومؤسساتها تقوم بدورها الموكول لها؟
اليوم على مؤسسات الحكومة ان تخجل فرغم الضغط الكبير الذي يعصف على الأجهزة الأمنية من تهديدات خارجية وداخلية الا انها ما زالت وستبقى تؤدي وظيفتها على اكمل وجه، ورغم ان الملك تسهيلاً لأداء الحكومة والمؤسسات قدم اوراقاً نقاشية الا ان دوامة الانحسار في الأداء ما زالت تلازم الحكومة والملك بذاته لم ير تطبيقها على ارض الواقع، وقد ظهر ذلك جلياً في كلماته المقتضبة اليوم خلال لقائه رئيس مجلس النواب ورؤساء اللجان النيابية وقد أوضح الملك عدم رضاه عن أداء الحكومة ومؤسساتها.
على الحكومة ان تعي ان الاقتصاد هو أساس قوة الدولة داخلياً وخارجياً، وعليها ان تضع خططاً لزيادة الإنتاجية والاستفادة من الموارد، واليوم.. في هذا الزمن لا يتكل الاقتصاد فقط على الزراعة والمقومات الطبيعية فالتكنولوجيا فتحت ابواباً جديدة، فهنا دبي التي تستغني عن نفطها في الاقتصاد، وهناك سنغافورة التي صنعت لنفسها قوةً اقتصادية لتصبح مركزاً عالمياً، وماليزيا التي صارت من نمور اسيا وقصص النجاح في هذا العالم كثيرة.
على الحكومة اليوم ان تبدأ بخطة جديدة واضحة المعالم للاستفادة من كنزها الأكبر أبناء وطنها، شباب وطنها الممتليء نشاطاً، وبدلاً من ان تعمل على مبدأ شركة جباية تتلخص أرباحها على الضرائب ورفع الأسعار لمواجهة التحديات، لتخلق الحكومة صناعات جديدة وافكاراً متميزة، وبدلاً من ابعاد المستثمر اجنباً كان ام اردنياً فلتقم بتقريبه وتسهيل تعاملاته بدلاً من "تطفيشه" وما اكثر هذه الظاهرة وحكاياتها المعروفة لدى الجميع اليوم.. لتضع الإدارة اليوم صوب عينيها احياء الاقتصاد وانعاشه، لتخلق مساحة فكر وحيز تنفيذ لأبناء الوطن، فهذا ما نحتاجه اليوم ونحن نعي اننا نترك وحدنا امام التحديات واننا بقيادة الملك لن نرضى يوماً ان نصبح تحت الضغوطات السياسية تلبيةً لحاجات اقتصادية، اصحي يا حكومة فأنت تملكين حكمة الملك وأمن اجهزتنا الأمنية..لذلك تفرغِ لدورك بخدمة المواطن.
حمى الله الأردن.. شعباً وملكاً.