يسمح الأردن للامم المتحدة، بايصال المساعدات الى مخيم الركبان، على الحدود الاردنية السورية، الذي يعيش فيه اكثر من سبعين الف سوري، تجمعوا من جهات مختلفة.
هناك حذر اردني كبير بالتعامل مع هذا المخيم، لاعتبارات كثيرة، ابرزها ان هذا المخيم اولا، يقع داخل سوريا، وتوجيه اللوم الى الاردن بشأن المساعدات لا يبدو منطقيا، حتى بذريعة ان الامم المتحدة غير قادرة على ايصال المساعدات من داخل سوريا، والسبب في ذلك يعود الى طبيعة تركيبة المخيم، والمعلومات التي تتدفق حول التنظيمات داخله.
داخل المخيم هناك تنظيمات مسلحة كثيرة، من اتجاهات مختلفة، بعضها توحد في جبهات، وبعضها لا يزال يعمل منفردا، اضافة الى ذلك فإن المعلومات تؤشر على وجود دواعش ظاهرين ومتخفين داخل المخيم، وما تأكد ايضا عن انتقال عائلات الدواعش الى المخيم منذ زمن ليس بالقصير، وتشير معلومات اضافية الى وجود تخزين كبير للسلاح، ووجود تصنيع لبعض انواع المتفجرات داخل المخيم؛ ما يحوله الى بؤرة امنية خطيرة، خصوصا، مع اقترابها من الحدود الاردنية.
الارن ينظر بعين انسانية الى المخيم، لكن الجماعات المقاتلة من جهة، والجماعات المتطرفة، حين تعيش وسط المدنيين، تشوه الصفة المدنية للمخيم، وتجعله مصدرا للخطر، ولتصدير الارهاب في اي لحظة، ومنذ وقت ليس بالقصير، امتنع الاردن عن الاقتراب انسانيا من ملف المخيم، ادراكا منه لطبيعة ما يجري فيه، وسط تدفق المعلومات الى الاردن، وليس لان الاردن، يتعامل بقسوة، وقد شهدنا سابقا، عملية ارهابية كان مصدرها مخيم الركبان، ادت الى استشهاد رجال من الجيش، برغم انهم كانوا في الاساس في نقطة متقدمة لمساعدة اللاجئين وليس للتسبب باي ضرر لهم.
وزير الخارجية ايمن الصفدي لخص كل القصة حين قال «إن المملكة لن تقبل بأي معالجة تؤسس لإيجاد حالة تجعل من مخيم الركبان مشكلة أردنية، وإن الأردن لن يسمح بدخول لاجئين من الركبان إلى المملكة».
معنى كلام وزير الخارجية ان مشكلة الركبان مشكلة سورية، وليست اردنية، والاردن اليوم، امام امرين، اولهما وجود ضغوط معلنة وغير معلنة من اجل السماح بدخول لاجئين جدد من الركبان، او حتى في ظل توقع عمليات عسكرية سورية، ستؤدي الى تدفق عشرات الالاف من هؤلاء الى الاردن، والامر الثاني يتعلق بما في المخيم من جماعات خطيرة، ونحن امام حرب مؤجلة في المخيم، سواء بالمعنى السوري، او المعنى الاردني، وبين الانساني والامني، تسعى جهات كثيرة، لتحقيق خروقات على حساب الاردن، تحت مسمى ملف مخيم الركبان.
هذا يعني ان هناك ازمتين في المخيم، ازمة الجماعات المتطرفة، وازمة الحالات الانسانية التي قد تضطر للجوء للاردن اذا انفجرت الاجواء داخل المخيم بين هذه الجماعات، او حاول السوريون تطهير المخيم، وفي كل الاحوال، فلا يمكن حل هذه المشكلة، على حساب الاردن، باعتبارها مشكلة اردنية، فهي مشكلة سورية، واذا لم تكن سورية حصرا، فهي مشكلة سورية دولية.
الدستور