Twitter
لا أتحدث عن قصيدة الشاعر الكبير بدر شاكر السياب المشهورة... فقط استخدمت اسم القصيدة في عنوان المقال، أتحدث هنا عن المطر الحقيقي.....فالوجبة الحقيقية الأولى من مطر هذا الموسم انتهت ، ونحن بانتظار المزيد على أحرّ من صوبة البواري.
في مدينتنا قبل عقود، كان المطر احتفالا يبتهج فيه الجميع، ويتسلل نسغه في أزقة الروح لتعم الفرحة، رغم البرد والجوع والمزاريب ودخان الحطب وانقطاع الكهرباء غير المفاجئ. كان المطر يعني الخير، والخير يعني الحياة والانتصار على الفقر والجوع.
وفي ذات حارتنا، كنا نسمع اصواتا عالية تعانق السماء الممطرة، صوتا من الشمال وآخر من الجنوب وثالثا من الشرق ورابعا من الغرب وخامسا من بيتنا . كانت الأصوات موجهة الى السماء الممطرة، وكان كل صوت يحاول بل يطلب توجيه الغيم والغيث الى المنطقة التي توجد بها ارضه المزروعة بالقمح أو القطاني، وكان كل واحد يحاول الصراخ
بصوت أعلى من الآخرين لتسمعه السماء قبلهم.
ابي كان يصرخ بصوته الجهوري:
- ع التيـــــــــــم وارعدي.
والتيم هو اسم منطقة حوالي مادبا كنا نمتلك ارضا زراعية صغيرة فيها، ذات قرن،
وكنا نسمح من كافة الأتجاهات :
ع الحدب..وارعدي-
- ع الحنو..وامطري
- ع حنينا....
- عالمقطاع....
- ع الحبيس....
- ع الشريط....
وهكذا.... ربما نكون رضعنا حلييب المناطقيه من ذلك الزمان .
كان الجميع يصرخ بما يريد، وكانت السماء تفعل ما تريد.
كانت الغيوم تسافر أنا شاءت، وكان خراجها ياتي الى الخليفة رغما عنها.الدستور