كما وكأن الكتاب هو النسخة الجديدة لأسرار ويكيليكس، راح الأمريكان يقلّبون صفحات خفايا "نار وغضب.. داخل بيت ترامب الأبيض" للكاتب الأمريكي مايكل وولف.
الأسئلة بعد "نار وغضب" تدور حول ما إذا كان سيطيح كتاب بالرئيس الأمريكي الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية. ترمب شعر بالخطر، فدافع عن نفسه بأسلوبه هو. لم يجد الرئيس الأمريكي ليقول سوى وصف نفسه بانه "راجح العقل ومتزن بل وعبقري".
ساهمت تغريدات ترمب في إغراء الناس لاقتناء الكتاب. ويبدو أن تعليقاته بعد صدور الكتاب ستساهم كذلك في تسريع طبخ مصير مستقبل ترمب السياسي. مستقبل قال الكتاب إن عائلته لم تكن تقصد صناعته، بأقصى من أن يكون "مرشح رئاسة" وليس "رئيسا". لكنه فاز. وهذه كانت ورطة أمريكية كبرى.
خلال عشرين دقيقة بيعت نسخ الكتاب الورقية في السوق الأمريكي. هو مؤشر يبلغنا بالكثير من المعاني. الأمريكيون متشوقون لسماع أية كلمة سيئة عن رئيسهم.
في الحقيقة انتقلت اللهفة الأمريكية لاقتناء الكتاب إلى العالم بأسره، بتناقلنا على شبكات التواصل الاجتماعي نسخة ساذجة لترجمة غوغل لها.
أحدهم رمى كلمات الكتاب إلى تطبيق للترجمة الفورية الآلية، فخرج لنا كتاب باللغة العربية في ترجمة ركيكة الصياغة تشبه إلى حد بعيد ترجمة غوغل.
لمن لا يتقن الانجليزية، غالبا لن تستطيع أن تلتقط ما يطفئ ظمأك من أسطر ترجمة حرفية لكتاب يسرد أسرار لن تستوعبها ترجمة غوغل.
لكن لا بأس. المهم كعربي، أن تشعر أنك تمتلك ما يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية وقعت في مأزق يدعى "ترمب".
اللافت أن المقاربة بين شخصية ترمب في كتاب نار وغصب" وبين شخصيته أمام الكاميرات لا تختلف كثيرا. في الحقيقة لم يبخل علينا صاحب الشعر الأبيض المائل للون البرتقالي بتقديم صورة واضحة عن شخصيته المجنونة. إنه يقول عن نفسه كل شيء مخجل، ومعيب. وبينما هو يفعل ذلك، هو أيضا يقدم للعالم حلولا لمشاكله بالطريقة ذاتها.
وهذا في الحقيقة ما نحبه نحن العرب في ترمب. نريده ألا يقدم الحلول فقط، بل وأن يخطو الى الأمام ليترجمها إلى أفعال. لماذا نرغب في شخصية تمسح على رؤوسنا بينما هي تطعننا من الخلف، كما كان يفعل كل الرؤساء الأمريكان في السابق.
في أية حال. كثيرا ما كان يكتب التاريخ البشري شخصياته المجنونة.