من هو الفائز؟ ومن هو الخاسر؟ وما هي قواعد هذه اللعبة؟ ومن هو الحكم؟
قواعد اللعبة هذه تسمح لك بأن تواجه الواقع بمرارته وحلاوته. وأن تعيش حياتك بأسلوب واحد هو: الكذب! فالسياسة فن لا يبدع به إلا من امتلك موهبة الكذب.
لا تقل لي صديقي مجهول: اهدأ؛ فالهدوء والصمت هما الخاسران في هذه اللعبة، والفوضى والكلام هما الفائزان في لعبة يحكمها حكم واحد ذو قرارات غير عادلة تمس بأمن ومصير ملايين البشر! لذلك الجماهير غير راضية عنه، لا بل ينتظرون لحظة خروجه من الملعب كي تنتهي هذه اللعبة الخطيرة!
قواعد اللعبة تسمح للحكم بأن يشرب ويأكل ما يشاء أثناء اللعبة، وإذا رغب بممارسة الجنس مع ملكة جمال العالم في جزر هاواي فهذا حقه، أما أن يعترض على قراره اللاعبون أو لجنة التحكيم، فهذا معناه: حبل المشنقة!
هي لعبة تسمح للحكم أن يهدم كل شيء ويبني أي شيء: أن يهدم حضارة تاريخية أعطت العالم الكثير، وأن يبني حضارة لا تاريخ لها وفاسقة وفاسدة تأخذ من العالم الكثير من الأشياء التي تنشر الفساد والمحسوبية والحقد والكراهية، وأن يهدم هذا وذاك ويبني ما ليس بهذا وذاك.
لعبة خطيرة تأكل حقك وحقي وحق ملايين من البشر، لعبة بدايتها الحياة ونهايتها الموت.
لعبة أدارت عجلة التقدم للوراء للوراء وربما توقف عجلة التقدم عن الدوران إلى الأبد يوما ما.
فأمتي العربية ويا شعوبها الأبية من تطوان إلى بغداد: حذار من هذه اللعبة، وإلا فإن الجماهير ستغضب عليكم إلى الأبد.