غرباء ، أمسينا غرباء في وطننا نستجدي كل شيء ، نستجدي حقوقنا ، نستجدي كرامتنا ، نستجدي وطننا العاق بنا ، أمسينا لاشيء لأنكم تكذبون علينا في كل شيء تتلهون بنا كما يتلهى الطفل بدميته ، نحن الدمية و انتم الطفل ، تبيعوننا كلاما حلوا و تروغون منا كما يروغ الثعلب ، تبيعوننا الديمقراطية و هي ليست كذلك ، الديمقراطية لا تمنع المواطنين من الاجتماع و التجمع ، و الديمقراطية لا تجعل من المحافظ حاكما عسكريا بدل حاكم إداري ، و الديمقراطية هي حكم الشعب دولة الرئيس و ليس حكم النخب الثرية المنبعجة من التخمة و اللحمة بينما الشعب منفوخ من البرد .
غرباء أمسينا في وطن يكذب المسئولون فيه كما يتنفسون ، و ليس لديهم أي كفاءة و لا إبداع في بناء الوطن و المرور به من مأزقه الى بر الأمان ، و لا هم لهم إلا سرقة المواطنين الغرباء و تحويلهم إلى قطعان من الأغنام تمشي دون أن ترى و هي لا تسمع في الدنيا إلا صوت المرياع ، فتسير دون أن ترى و دون أن تفكر و هي تجتر بقايا الشعير و الهشيم المتعفن في أمعائها ، مسئولون ليسوا أكثر من ديناصورات محنطة دبت فيها الروح بفعل تيارات الفساد و لوبيات المتصهينين و طوابير المتأمركين .
غرباء نحن ، .. هذه سياسات حكوماتنا المنافقة التي تقلب الحقوق إلى منه (بكسر الهاء) فتضرب عصفورين بحجر واحد ، تذلنا نحن الشعب ، نحن الغرباء أبناء الجنود و العمال و الفقراء الذين توضأ الوطن بدمائنا و دماء إبائنا و تعطر بدموعنا الطاهرة و تبني جدارا بين القيادة و قواعد الجماهير التي يتبادر إلى ذهنها أن المكارم أوامر من فوق و الذي فوق يقول أنها ليست من عنده و نحن نصدقه و نكذب الحكومة ، و الحكومات تستمر في الكذب و الشعب يستمر في الغربة و الجوع و الذل و المهانة.
الحكومة ليست أكثر من جاب هي و كل أدوات الجباية التي تملكها ، و الشعب ليس أكثر من مجاميع تحرث و تدرس للحكومة ، و أرجو أن لا يعترض أحد على توصيفنا بذلك فنحن هكذا قال معالي وزير طويل عريض علنا و على رؤوس الأشهاد قال لنا وبقي الوزير وزيرا و بقي الشعب كما وصف ، و ما تزال الحكومة تقوم بكل أنواع القهر و الإذلال علينا رغم أننا لا نحصل و لا على التبن و الشعير لنتعشى نحن و الأولاد بعد يوم من التعب و الكد ، و رغم أننا إذا احتاج لأبناء النخب الديناصورية الذين لا يفرقون القرد من الغزال و لا الكر من غيره و لا الفرس من الإتان ، لو مرض كر فإن أحدا من جماعات الحكومة و الذين لا يستطيعون مضغ لقمة خبز فرنسي إلا مع كأس نبيذ ايطالي ، إن أحدا منهم لا يقبل أن يعالج لأن أباه لا يشرب عصير التفاح و لا يسهر في جبال ساحرة و لا في غرف نوم فاخرة.
معالي الوزير ككثير من الوزراء الديناصورات و الرؤساء الديناصورات ماضون في غيهم ، لا يأبهون بالمتغيرات التي تجري و لا بالدنيا التي تركض و لا يسمعون آهات المظلومين و الجوعى و الفقراء و الذين يأكلون من حاويات القمامة ، إنهم يسمعون الموسيقى و لا ينامون إلا على أنين الغرباء المدوي ، أولئك هم الديناصورات الذين سرقوا الأردن من الأردنيين و حولوا المواطنين إلى مستوطنين ، و أمروا البغاث في إرجاء الوطن حتى استنسر ، أولئك هم الديناصورات الذين قال جلالة القائد انه لا يقدر عليهم فلماذا نسكت و لا نقول بملء الفم أن هناك الدولة العميقة التي تحكم الأردن و الأردنيين ، الدولة العميقة التي تصل جذورها للخربة السمراء و رائحة ثمارها تزكم أنوف كل الغرباء الذين كانوا يوما ما أردنيون.
قبل أن أغادر أعلم أن مقالتي لا تقدم و لا تؤخر و لكنني أكتب عل و عسى أن تصل يصل صوتنا إلى صاحب الأمر و النهي فإن حجبه الحجاب فهم لن يستطيعوا أن يحجبوه عن أبواب السماء و أبواب السماء مفتوحة دائما ، و اعلموا أن الله شديد العقاب.