يلفت نظري ما يكتبه المفكر القطري الدكتور محمد المسفر حيث يتناول القضايا الخليجية والعربية عارضا للحقائق والتحليلات كما يراها دون تجميل أو تغليف. لقد تناول الأزمة الخليجية مع دولة قطر ، و تناول القضية الفلسطينية ، وغطى التطورات السياسية المصرية خلال السنوات الخمس الماضية. تحليلات الرجل لما يحدث على المشهد العربي والخليجي يغلب عليها الصبغة الواقعية (Pragmatic view) أكثر من الطابع الأكاديمي الذي اتخذه مهنة له كمدرس وباحث في جامعة قطر .
جرأة المسفر في وضع يده على مواطن الألم والخلل يلمسها قراءه ومتابعيه ولعلني هنا أقول بأن الدكتور المسفر لا يحسن السير مع التيار، وأخاله أنه لا يحب مجاراة السياسيين بقدر ما يميل إلى مراجعة ومقاضاة أفعالهم وسلوكياتهم ومواقفهم . ضمن هذا السياق فقد لفت نظري لا بل جذبني إصرار الدكتور المسفر على الكتابة للأردن وعن الأردن وشعب الأردن ، فقد أنصف هذا البلد المرابط في وقت تخلى عنه كثيرا من العرب . مقالات متعددة خطها المسفر عن الظروف الاقتصادية والسياسية التي يمر بها هذا البلد ،وكم نادى الرجل بضرورة انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي ، واعتبر ذلك ليس فقط في مصلحة الأردن ولكن اعتبره إضافة نوعية إلى مجلس التعاون الخليجي لما لشعب الأردن من مزايا كثيرة ومتعددة يمكن أن تنعكس إيجابيا على سوية وقوة مجلس التعاون.
الدكتور المسفر كتب مرات ومرات للأردن وتحت عناوين متنوعة مشيرا إلى ضرورة دعم هذا البلد وعدم تركه وحيدا في الوقت الذي تتمنى دول إقليمية مركزية أن تنسج علاقات استراتيجية مع السلطات الأردنية .لقد تغنى المسفر بعجلون والبتراء وبالجامعات الأردنية والمواقف السياسية الأردنية تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية ، كما عبر غير مرة عن إعجابه بمستويات التنمية والتقدم التي حققها الاردن رغم افتقاره للموارد والثروات الطبيعية.
ما يكتبه الدكتور محمد المسفر عن بلدنا الطيب يستحق الثناء والتكريم ولعلني في هذا السياق أقول بأنه آن الأوان لتكريم هذا الرجل من قبل جامعاتنا ومنحه الدكتوراه الفخرية أو إطلاق اسمه على أحد شوارع عاصمتا عمان عرفانا بالجميل والحب الأصيل الذي أبداه هذا القطري العربي الأصيل.
وفاء الدكتور المسفر للأردن وأهل الأردن وقيادة الأردن مبعث اعتزاز لنا ونعتقد بأن تكريم هذا المفكر ضروري خصوصا وأنه يعبر عن أراءه الشخصية ولا يحتل أي موقع أو منصب رسمي في دولة قطر المحاصرة من أشقائها وجيرانها .
محمد المسفر وقف مع الأردن والأردنيين في وقت تخلت دول وقادة أشقاء عن هذا البلد الأبي ويحاولون تجاوزه وتهميش دوره ليطلع علينا المسفر بين فينة وأخرى بمقال ينصفنا ويعزز لدينا الأمل بأنه ما زال في أمتنا العربية من الأحرار والأوفياء الذين يؤمنون بفضاءات العروبة وقيمها الأصيلة . تحية للدكتور محمد المسفر والأردن والأردنيون لا ينسون أبدا من يقف معهم ومن يكون وفيا لهم تماما مثلما لا ينسون من يهجرهم ويتخلى عنهم في الشدائد.......