رجل السياسة ورجل المسرحخالد القشطيني
07-01-2018 12:57 AM
هناك ارتباط كبير بين الأداء المسرحي والخطابة السياسية في ظلال الديمقراطية. كان تشرشل خير مثال على ذلك، ولا سيما في همهماته أثناء المناقشات البرلمانية. تدخل في الواقع في إطار ما يسمى بالكلمة الجانبية في الأداء المسرحي. حدث شيء من ذلك أثناء قيام غيتسكل، زعيم حزب العمال، بإلقاء خطبة طويلة يهاجم فيها حزب المحافظين. كان من المعتاد لتشرشل أن يجلس في مكانه التقليدي، ويستلقي فيه كالنائم. كثيراً ما أغلق عينيه. فجأة انتفض في مكانه وبدت عليه علامات اهتمام وتيقظ شديد. ثم مد يديه في جيوبه، وراح يخبط فيها واحداً بعد الآخر بقلق وانزعاج شديد. مضى في حركاته هذه بما لفت أنظار بقية النواب. راحوا يتساءلون في أنفسهم: ما الخطب؟ ما الأمر؟ تحولوا كلياً من الانتباه للمتكلم غيتسل الذي راح هو بدوره يتعثر في كلماته، فانتقل تركيزه من خطبته إلى ما كان يفعل تشرشل. وعندما أدرك هذا أنه نسف غيتسكل وصرف الانتباه عن خطبته، عاد إلى جلسته النائمة، وهو يهمهم: «آه لا أدري أين ذهبت قطعة اللبان»! غص المجلس بالضحك، وضاعت على الزعيم العمالي خطبته. ما فعله تشرشل كان دوراً مسرحياً. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة