«شكراً للهِ على غَيْثهِ.. الذي أعادَ إلى عمّان السَّيْل.. فقد اشتاق إليه، الذين عاشوا أيّامهُ الجميلة، التي كانت مليئةً بالدّفءِ، والحُبِّ، والخير!».
بَدَأتْ بالعيْنْ
وها هي ذي عمّانُ تعودُ إلى
«رأسِ العين»..
تَسْقي وَرْدَ الوطنِ الغالي، من ماءِ القَلْبِ
- وإنْ جفّ؟!
- ومَنْ قال يجفُّ..
- ستسقيهِ من دَمْعِ العَيْنْ!
أَفَلا تَسْتأهِلُ هذي الحلوةُ،
أَنْ نَحْضُنَها بشغافِ القَلْبِ،
وأَنْ نُسْكِنَها بِسوادِ العَيْن؟!
ما زالَ «السَّيلُ» هُنا..
يَجْري بينَ كرومِ اللّوزِ،
وبينَ حقولِ القَمْحْ
ما زالَ الليلُ العمّانيُّ،
هو الليل العمّانيُّ..
يُسَهِّرُ كُلَّ العُشّاقِ،
وَيَسْهَرُ معهم، حتّى الصُّبْحْ!
ما أَقْرَبَ قَمَرَ العُشّاقِ، إلى أَيدي العُشّاقْ
وكم هُوَ سَهْلٌ أَنْ يَقْطُفَ واحدُهُمْ
ضُمَّةَ نَجمْاتْ
يَنْثُرُها في «دَرْبِ الحُورّياتْ»
لِيُغَنيّنَ لهُ أحلى أُغْنيّاتِ الشَّوقِ
ويأتينَ إليهِ: باقاتٍ باقاتْ!
ما أجملَ أنْ تتعانَقَ، في الليلِ العمّانيِّ
الآهاتُ.. معَ الآهاتْ!
جَبَليٌّ.. زَعْتَرُ «عمّان»،
ومِثْلَ قلوبِ العمّانيّين جميعاً.. أَخْضَرْ
يَسْكُنُهُ الشِّعْرُ، السِّحْرُ، العِطْرُ،
العَنْبَرْ!
ويذوبُ هوىً، ويذوبُ جَوىً، مِثْلَ السُّكَّرْ
وقُلوبُ العمّانيّينَ كرُومٌ،
وحقولٌ، وبَساتينْ..
وبُيوتُ سُنونوّاتٍ، وحَساسينْ!
يا عمّانُ الحلوةُ،
يا سيّدةَ عواصمِ كُلِّ الدُّنيا،
من كُلِّ جهاتِ الأرضِ،
ومن كُلِّ الأَرجاءْ
جئناكِ.. وفينا عطشُ الصَّحراءْ
فاسْقينا من «هذي العَيْنِ»..
ولو قَطْرةَ ماءْ!!
الرأي