ماتشهده ايران هذه الأيام من احتجاجات شعبية عنيفة ليس مفاجئاً، فالمراقبون كانوا يتوقعون هذه الانتفاضة في السنوات الماضية، فالشعب الايراني محتقن من سياسات الملالي المتطرفة.

وقد صبر هذا الشعب طويلا على ممارسات المرشد المعصوم وحكوماته المتعاقبة ، فالأوضاع المعيشية للايرانيين صعبة جدا ولايمكن تهميشها بالقول انها عادية حيث 40 مليون من الايرانين لايجدون قوت يومهم انه الفقر المدقع ، في حين ان حكام ايران ينفقون بسخاء على الحروب التي اشعلوها في بعض الدول العربية من اجل زعزعة الامن والاستقرار في الدول العربية ، واثارة الفتن والمذهبية والطائفية كما اثاروها في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.

الشعب الايراني ضاق ذرعا بهذه السياسات الظالمة التي لاتخدم المصالح الايرانية بل اضرت بايران وجعلتها دولة شريرة وارهابية ومعزولة ، حيث تم محاصرت ايران من قبل المجتمع الدولي نظرا للتطرفها ودعمها الارهاب واثارت الفتن والتدخل في شؤون الدول العربية ، فايران دولة تشجع الارهاب العالمي وتمارسه وذلك بدعم هذا الارهاب بالمال والسلاح والتدريب ، فالشعب الايراني لم يستطع الاحتمال اكثر مما احتمل الجوع والفقر والتهميش والقتل والاعتقال وزج الشباب الايراني في حروب خارجية ليس له فيها لاناقة ولاجمل.

ايران الآن تغلي في احتجاجات بل ثورة لم يشهد لها مثيل في عهد الملالي سوف تقلب كل الموازين وتهدم كل السياسات والاستراتيجيات التي بنتها الحكومات الايرانية منذ وصول الخميني الى طهران، وخاصة فيما يتعلق بالتدخلات الخارجية على حساب الاوضاع الداخلية، واستراتيجية التسليح التي جعلت الايرانيين في حالة يرثى لها من الفقر والبؤس والبطالة وتفشي المخدرات بين الشباب العاطلين عن العمل في المدن الايرانية، وايضا سياسة القبضة الحديدية وتقييد الحريات وامتهان الكرامات كل ذلك اثار المجتمع الايراني مما أدى الى انفجاره، فالثورة التي تشهدها ايران ثورة جدية وحازمة وسوف تأتي أكلها عاجلا ام آجلا، فالهتافات طالت المرشد الديني علي خامئني لاول مرة يتعرض هذا الرمز المقدس عند الايرانيين الى الانتقاد والشتم وتمزيق صوره واحراقها في سابقة لم تكن موجودة في الماضي، وهذا يدلل ان الانتفاضة هذه المرة تختلف عن انتفاضة عام 2009 ولن تقف عند حدود الاسترضاء والوعود المخدرة، التي عادة ماتتقنها الزعامة الايرانية لتهدئة الشارع المتفجر، ستقول لنا الايام والاسابيع القادمة ان هذه الاحتجاجات ستستمر وتثمر عن حل ما يرضي الشعب الايراني وليس اقل من تغيير النظام الدكتاتوري الفاسد.