فجأة وبدون مقدمات تذرف الكاتبة اللبنانية روزانا رّمال الدموع على الأردن وتزعم في مقالها المنشور يوم أمس في مجلة البناء التابعة للحزب القومي السوري القومي أن القلق يعتري الأردن وأن بلبلة كبيرة تدور في الأوساط السياسية العربية إزاء "شيء ما جرى في الأردن في الساعات والأيام الماضية" !!
ونريد أن نطمئن الكاتبة التي تزعم أنها قلقلة على الأردن أن هذا البلد لم يكن في أي وقت مضى على مثل ما هو عليه اليوم من قوة ومنعة وأمن واستقرار ووحدة صف وذلك بفضل حكمة قيادته ووعي شعبه ويقظة أجهزته الأمنية وجيشه الباسل . وإذا كانت معلومات الكاتبة مستقاة– كما قالت – من الصحافة العبرية، فإننا نتحدث عن حالة نعيشها ونعرفها، وليس من رأى كمن سمع . أليس كذلك ؟
ولأن روزانا لا تعرف الأردن وتأخذ معلوماتها عنه – وهي القومجية الرافضة للتطبيع !! - من الصحافة الإسرائيلية فإنها لا تدرك أن الأزمات توحد الأردنيين وتبرز أنبل ما فيهم من قيم وخصال ، وإذا كنا نعاني من وضع اقتصادي صعب اليوم ، فإن الأردنيين يقولون اليوم وفي كل مجلس أنهم مستعدون للتخلي عن كل الكماليات في المأكل والمشرب ، ولكنهم ليسوا في وارد التخلي عن كرامتهم ومواقفهم المبدئية.
وإذا كنا نعاقب اليوم بالإشاعات المغرضة والمواقف الحاقدة من قبل الإعلام المضاد ومن يقف وراءه لأننا انتصرنا للقدس والأقصى ولم نتخل عنهما ولاعن فلسطين وشعبها فأهلا ومرحبا به من عقاب.
وعندما تقف ضدنا روزانا وأمثالها ، فهذ يعني أننا نقف في المكان الصحيح وهو يطمئننا أننا نتخذ فعلا الموقف السليم.
ولم تنس روزانا وهي تتخلي عن خطها القومجي الممانع لتتبنى الروايات الإسرائيلية أن تعرج على المظاهرات التي خرجت في الأردن نصرة للقدس لترى فيها خطرا على أمن واستقرار البلاد ، وهي تجهل ان الحكومة هي التي دعت الناس للخروج في تلك المسيرات وأن عددا من النواب شارك فيها وما يزال.
وهي لا تعرف أيضا أن جلالة ملك البلاد هو الذي بارك هذا الحراك الشعبي من أجل القدس قائلا أن الأردنيين هم على الدوام نبض هذه الأمة، وما أظهروه من مشاعر جياشة تجاه القدس، قضيتنا الأولى، بتلاحم وتآخ لا مثيل لهما، يعكس مقدار شموخ شعبنا ورقيه، وهو مصدر فخر لي ولكل عربي.
وتحاول روزانا أن تخرج كلام رئيس الوزراء عن سياقه عندما قال مؤخرا أن حروب المنطقة تفرض على جيشنا حالة التأهب لسنوات فتفهم على طريقتها من هذا الكلام الواضح أن الأردن يشعر بالقلق من تسرب المجموعات الإرهابية إلى داخل حدوده ، وقد يدخل تفسير روزانا في إطار ما يسمى بالتفسير الرغائبي ، أي أنها ربما تتمنى أن يحدث ذلك .
ونحن نقول لهذه الكاتبة ومن يقف وراءها : إن جيشنا العربي الباسل وأجهزتنا الأمنية اليقظة شكلا سياجا من نار صد عن الأردن الأذى في أصعب سنوات المواجهة مع الإرهاب عندما كانت للعصابات المجرمة عواصم وملاذات ، فهل نشعر بالقلق الأن وقد تبدد جمع الإرهابيين وأصبحوا مطاردين هاربين في الصحارى والقفار؟
ومع هذا ، فستبقى أيدينا – كما قال رئيس الوزراء – على الزناد لسنوات قادمة. ولو كان لدى روزانا قدر من الإنصاف لتحدثت عن قوة الأردن ومنعته وكيف استطاع أن يبقى حصنا منيعا في الوقت الذي انهارت فيه دول ومزقت عواصم وانهارت فيه أطماع ، فقد حازت قصة الصمود الأردنية هذه على إعجاب العالم ، ماعدا الأبواق الرخيصة المستأجرة التي لا تقنع أحدا بأضاليلها المفبركة.
وأخيرا أفلا ينبغي أن تتوارى هذه الكاتبة خجلا بعد ثبوت أنها تهرف بما لا تعرف عن الأردن وأنها انساقت وراء الروايات والمسرحيات الإسرائيلية البائسة ؟!