facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




اقتصاد الصدمة والصدمات .. الى أين؟


النائب الاسبق م.سليم البطاينة
06-01-2018 09:28 AM

أسئلة تطرح في كل ساعة وباي وقت كان! يسألها الكبير والصغير، الى أين اقتصادنا ذاهب! وما هو مصيره في ظل تلك التحديات التي تواجهنا وتحاصرنا من كل صوب وحدب !!! وما هي الرؤية المستقبلية له؟ فالأزمات الاقتصادية الخانقة التي نعانيها، والصدمات التي نتعرض لها لن تجد حلولها في المؤتمرات أو امام عدسات التلفزة !!! فيجب ان نمتلك رُؤًى للخروج باقتصادنا من ازماته الهيكلية من ( تضخم وبطالة وعجز مزمن بالميزان التجاري والموازنة العامة للدولة ، وتراجعاً كبيراً في المساعدات والمنح الخارجية ، وضعف هيكل الانتاج الاردني! فالأمراض المزمنة والصدمات العابرة لاقتصادنا عادة ما تقود الحكومات الى خطة علاج سريعة المدى وغير شعبوية؟ فالاقتصاد الاردني هو بالأصل اقتصاد غير منتج يعتمد فقط على ( قطاع الخدمات والتجارة والسياحة الخجولة ، وبعضاً من الصناعات الاستخراجية من اسمدة وفوسفات وادوية وبوتاس ) الامر الذي يقودنا الى إنهاء حالة العقم الاقتصادي ورسم خارطة اقتصادية جديدة واضحة المعالم ، وان نبدأ في وضع خطة تنموية تخفف تدريجياً اعتمادنا على المساعدات الخارجية ، وهذا يحتاج الى سياسات جديدة وشخوص جديدة أيضاً ، فنسبة القلق أصبحت بدرجة عالية ، ولا بد من أخذ الحيطة والحذر والانتباه !!! ويجب ان نكون اكثر دقة في وصف مشاكلنا فكلمات أو عبارات مثل التقشف أو الركود أو العجز تفتقد الدقة احيانا وليست في محلها ، فالاقتصاد كما هي التجارة يربح ويخسر وينشط ويخمل .

فالحكومات المتعاقبة معظمها تنصل من المسؤولية الأهم وهي الملف الاقتصادي بحجة الظروف السياسية والاقتصادية وتعدد مراكز القرار الاقتصادي داخل مفاصل الدولة ، مما أدى الى فشلاً ذريعاً في البرامج الاقتصادية والتنموية ، فغابت الحكومات أيضا عن انفاق الوقت والمال للتعليم والتدريب وإصلاح النظم المؤسسية ، وإقامة إطار عام لإدارة المخاطر والتي هي اقل كلفة من إدارة الأزمات وان غياب اليقين مرادف للمخاطر ، فنرى ان التنسيق بين السياسات الاقتصادية المختلفة ما زال بحاجة الى إطار جامع اكثر استدامة لضبط إيقاع الأداء الاقتصادي وتحقيق اكبر منفعة ممكنة لإدارة اقتصادية رشيدة ، اَي بمعنى حوكمة اقتصادنا الشبه منهار !!! فالإصلاح الاقتصادي هو اكبر واشمل من الإصلاح المالي والنقدي ٠

تيار نيو ليبرالي يقود اقتصادنا نحو الهاوية؟ ومؤمن كلياً بمخرجات مدرسة شيكاغو للاقتصاد وهي معالجة الاقتصاد عن طريق الصدمة ( صدمة الشعوب عبر الكوارث ) وذلك برفع يد الحكومات عن السيطرة على أسعار السوق ، والقفز بالمراحل ، وهي نظريات اقتصادية سطرها أستاذ الاقتصاد بمدرسة شيكاغو ( ميلتون فريدمان ) والذي نادى بممارسة الصدمة على الشعوب عبر الكوارث ولَم يراعي ان التطور الاقتصادي يجب ان يأخذ مجراه في المجتمعات المستقرة ، وان يكون قفز المراحل بتدرج!!! ولهذا رأينا فشل التحول المفاجئ لمجتمعات إقطاعية الى شيوعية ، وايضاً تحويل المجتمع من ريعي الى سوق رأسمالي مطلق؟ والتاريخ شاهداً على ما حدث بتشيلي والارجنتين وغيرها من دول العالم !! حيث اثبت نظام الصدمة فشله الذريع ، بل اصبح بوابة للدخول الى جهنم ٠

مشاكلنا عديدة لا حصر لها من نقص حاد بالمياه وتكلفة باهظة في توليد الكهرباء ، والاعتماد على العمالة الوافدة وضآلة تدفق الاستثمارات والمساعدات والمنح الخارجية وصغر حجم السوق المحلي مقروناً بتراجع للقوة الشرائية! فنحن الان امام حلفاً سياسياً واقتصادياً كبيراً ومتيناً بات اكثر وضوحاً مما سبق وامتداده من طهران مروراً ببغداد فدمشق وبيروت ، وهو يحمل فرص وامكانات اقتصادية كبيرة ، فما علينا الا البحث عن بدائل وحلول لتحقيق مصالحنا الاقتصادية الوطنية المستدامة وترك الأبواب مفتوحة ومواربة امام أية فرص تلوح في الأفق ، فالعالم الْيَوْمَ وخاصة القوى العظمى لا تحترم الا القوي، فالقوي هو من يملك حزمة كبيرة وكاملة من البدائل والخيارات،

وللحديث بقية..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :