جبهتنا الداخلية أقوى من كل التحالفات
صدام حسين الخوالدة
06-01-2018 12:46 AM
في تقرير لإحدى القنوات الفضائية العربية يتحدث عن الدور الأردني بقيادة جلالة الملك تجاه رفض قرار الرئيس الأميركي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل والمجهود الكبير الذي قام به جلالة الملك عبدالله الثاني وهو يقود الدبلوماسية الخارجية للدولة الأردنية بكل نجاعة وهو يعبر عن ضمير كل مواطن اردني و عربي مسلم ومسيحي تجاه القدس وفلسطين المحتلة حيث كانت جولات جلالته وخطابات بصوتها العالي بالحق الأمر الذي جعله ينجح في توجيه أنظار العالم أجمع لخطورة مثل هكذا قرار لأنه باختصار يمس كرامة العرب والمسلمين والمسيحيين على حد سواء لان القدس تمثل رمزية لا يمكن المساومة عليها ابدا وتحت أي ظرف كان هذا من جانب ومن جانب آخر لان جلالة الملك عبدالله الثاني الملك الهاشمي هو صاحب الوصاية الشرعية والدينية والتاريخية والقانونية على المقدسات في القدس الشريف.
بطبيعة الحال هذا الموقف الصارم من جلالة الملك ربما انه لم يعجب الكثيرين الذين كانت مواقفهم اشبه بأقل ما يمكن تقديمه رفعا للعتب انسجاما مع الإدارة الأميركية التي توقعت ان يمر قرارها مرور الكرام بناء على تفاهمات ربما بنيت على أساس معرفة حدود ردات فعل البعض وبخاصة في المحيط العربي بحكم سيطرتها عليه ، لكن ربما ان موقف الاردن المشرف والذي يدعو للفخر لم يكن ابدا متوقعا بهذه الحده قياسا على أن الأردن دولة تتلقى المساعدات من الإدارة الأميركية بالإضافة إلى انقطاع المساعدات الخليجية وفي ظل معطيات اقتصادية صعبة تمر بها مالية المملكة للسنة القادمة وربما ان كل تلك المعطيات كانت كفيله ان لا يتوقع صاحب القرار الأميركي هذا الموقف الأردني الصلب وقيادة رأي عام عالمي تجاه رفض قرار الرئيس الأميركي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل حيث تكلل هذا الحراك بتصويت غير مسبوق في مجلس الأمن بواقع معارضة جميع الاعضاء ما عدا صاحبة القرار نفسها الأمر الذي جعل الولايات المتحدة الأميركية في موقف محرج جدا وهي ترى أن قرارها لم يلق أي ترحيب من دول مجلس الأمن الدائمة العضوية وغير دائمة العضوية مما دعاها إلى رفع وتيرة التهديد قبل أيام من تصويت آخر في الجمعية العامة وهذا التهديد يتعلق بوقف مساعدات أميركا للدول التي ستصوت ضد القرار الأميركي في إشارة واضحة لأبرز متلقي هذه المساعدات وهي المملكة الأردنية الهاشمية غير ان هذا التهديد أحدث ردة فعل معاكسة في رسالة مباشرة رفضا لهذا الاسلوب السافر الذي يعد سابقة في أبجديات العمل الدبلوماسي في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث جاءت نتائج التصويت أيضا مخيبة للآمال بالنسبة للإدارة الأميركية بواقع ١٢٨ دولة ضد القرار وامتناع ٣٥ دولة وفقط ثماني دول يكاد يعرفها سكانها فقط في هذا العالم وبعض رموز الإدارة الأميركية.
عودا على ما بدانا به المقال حيث يعبر تقرير إحدى القنوات الفضائية وهو يشيد بالدور الأردني الهاشمي في الدفاع عن القدس في ظل تحولات كبيرة في مواقف بعض الداعمين من حولنا سيما ما عرف بالتحالفات التقليدية في المنطقة وربما تخليها عن الأردن والملك عبدالله الثاني الذي ترك وحيدا في معركة مع العالم اجمع لكن هذا الموقف الأردني الهاشمي كان قويا لأنه يعبر عن جبهة داخلية متماسكة جدا تقف خلف القيادة الأردنية الهاشمية لنصرة فلسطين دوما ونصرة القدس والدفاع عن المقدسات الأمر الذي يجعلها على الدوام موضع احترام وتقدير عالمي وموضع فخر وتشريف للأردنيين جميعا فهي كما وصفها صاحب هذا التقرير أن الجبهة الأردنية الموحدة خلف قيادتها الحكيمة باتت اقوى من كل التحالفات السابقة وستبقى كذلك.
Sad_damesr83@yahoo.com
الرأي