نحتاج الثقافه الرقميه جداً
صالح مفلح الطراونة
02-03-2009 06:15 PM
أصبحت الآن بضغطت زر تستطيع ان تتحدث مع أبعد شخص في العالم في التو والحال ويمكنك ايضاً ان تتفاعل معه ومع ثقافته الخاصه به , وثقافتة الأقليمية وثقافته العامه .فقد أصبحت التكنولوجيا الرقميه ومجتمع المعلومات من اهم مميزات العولمه والتي اصبح الكون من خلالها (قريه واحده ) وذلك من خلال الأجهزه الرقميه ووسائل الأتصال المتعدده . فقد بات بل أصبح من الضروري أن يتم نشر الثقافه الرقميه التربويه في حياتنا اليوميه وذلك لأتساع رقعه التعامل مع شبكة الأنترنت , حتى باتت المواقع الرقميه الأفتراضيه تحل محل العالم الواقعي .. وباتت هذه المواقع تحاول طي الورق من عالم الوجود البشري لتحل محله كثير من الأمور التي تُسير الواقع كما لو إنه واقعي في ذات المكان الذي يبعد ربما ملايين من المسافات الجغرافيه .... لذا لابد من تكريس فَهم ما هية الثقافه الرقميه في حياتنا ...
يقول الأستاذ معز الصوابني وهو مدير الجمعيه التونسيه للأنترنت والوسائط المتعدده
أن الثقافة الرقمية أصبحت نواة لكل أعمالنا واستخداماتنا فى شتى أنواع الحياة المعرفية والحياتية. فالثقافة الرقمية تعتمد اعتماداً كلياً على المعرفة بالعمل الإلكترونى وأدواته العديدة وباتت من ركائز العمل اليومى المعاش. ولذلك فالمؤسسات والهياكل المختصة فى الانترنيت وجب عليها العمل لنشر الثقافة الرقمية والأمن التقنى لكل فئات المجتمع خصوصا فى الدول النامية التى عليها أن تتجاوز الهوة الرقمية وأن تلحق بركب الدول المتقدمة
إن الثقافه الرقميه ليست ثقافه وافده كما يضن البعض بل هي حقيقه وقد أصبحت جزء من حياة الشعوب وثقافتها وتطورها التكنولوجي , حيث جاءت إنطلاقتها هذه من خلال الثورتان التي حدثتا في عالمنا (ثورة الأتصال وثوره تقنية المعلومات ) لذا يجب علينا في البدايه أن نستوعب مفاهيم الثقافه الرقميه في حياتنا اذا ما اردنا الولوج في تفاصيلها كمشورع ليومياتنا وهذا لابد وأن يركز على أمرين أساسيين هما :-
- الأستفاده من الثقافه الرقميه في تفعيل موقعنا بين هذه الشعوب التي تمارس الثقافه الرقميه بكل يسر وسهوله وتمتع وتعزيز الأستفاده منها بشكل وطني .
- الأستفاده من هذه الثقافه في مجالات متعدده منها (الأعلام والعلوم والأقتصاد والحوار العلمي وكذلك الحوار الأنساني ) .
بالمقابل من كل ذلك علينا ان ندرك تماماً أن الثقافه الرقميه لابد من توفر لها الارضيه الصلبه وهذا يتطلب الجهد والمثابره , إضافه إلى توفير الأدوات الضروريه لفهمها واستيعابها , وهنا لابد من الأشاره الى إن هذه المسؤوليه ملقاه على عاتق المؤسسات التعليميه بضرورة إشاعة هذه الثقافه بين الجيل الجديد ثم توظيفها في المناهج الدراسيه المختلفه .وهذا هو الجهد الذي لابد من تكاتف الجميع حوله ليصبح واقع معاش في اوساطنا التعليميه وعلى مختلف رؤاءهم وأفكارهم وميولهم ..
وهنا لابد من الأشاره لكثير من الأبداعات في هذا المجال لتكون لنا في ذلك الأنموذج لمعنى البحث والقياس لأمر في خاصية الثقافه الرقميه .. فقد قرأنا عن الأديب الاردني محمد سناجله في رواياته (شات ) ثم صقيع حيث أضف الى ذلك قصيدة رقميه عربيه هي مجموعة الشاعر (معن مشتاق ) (أزرق ) حيث قام بإصدارها على قرص مدمج (سي دي )..
يقول الدكتور محمد حسين حبيب في حديثه عن الأدبيب محمد السناجله
ان روايات سناجله اكتسبت الريادة الرقمية في الرواية وفي الشعر .. فضلا عن طبيعة قصيدة سناجلة التي جاءت قصيدة تفاعلية بحته تنطبق تماما مع مفهوم القصيدة الرقمية التفاعلية الحديثة من مفاهيم لآلية اشتغال وابداع هذه القصيدة المدمجة بالصوت والصورة والحركة واللون واضيف انا الايقاع , الى جانب نفس القصيدة الابداعي الشعري الذي لا يمكن ان يختلف عليه اثنان اذا قمنا بعزل قصيدة سناجله عن جسدها الروائي ونعيد قراءتها بنيويا وفق التفكيك والتشظي وعبر كل مدلولات التلقي الحديث وتأويلاته المفتوحة على القارىء وصولا الى أفق توقعه.
إذاً قدم لنا الدكتور محمد سناجله مفهوم الثقافه الرقميه بحياتنا واصبح في كل ذلك مدعاة السؤال هل يمكننا ان نكون ذات يوم من ذوي الرويات الرقميه ..
وهل بات على مؤسساتنا التعليميه ان ترتقي وهذا التطور الجديد في عالم التقنيه , في عالم كما اشرنا اليه سابقاً (قريه صغيره في ظل هذه الطفره بثورتي الأتصالات والتكنولوجيا )
سوف اختتم حديثي عن الثقافه الرقميه بمقتطفات من خطاب الرئيس التونسي زين العابدين حينما أشار الى اهمية الثقافه الرقميه فقال :-
ان قوة الشعوب لم تعد تقاس كما في الماضي بثرواتها الثقافية أو بوزنها الديمغرافي وانما اصبحت تقاس اليوم بامتلاك المعرفة والتحكم في التكنولوجيا الحديثة والسيطرة
ثم يضيف الرئيس التونسي قائلاً :-
سنعمل في الفترة القادمة على السمو مراتب أخرى بثقافتنا الوطنية و سنولي عناية أكبر بالثقافة الرقمية كوجه من وجوه بناء مجتمع المعرفة يسند الأشكال الجديدة للإنتاج الثقافي"
ولعل تونس سوف تكون رائده في هذا المجال من خلال عدة تشريعات أتاحت لتقنية الثقافه الرقميه من ان تصبح واقع معاش وواقع جدي بالعمل السياسي وفق اعلى المستويات وهذا يبشر بمستقبل واعد لتونس الشقيقه في هذا المجال حيث حرصت الحكومه على :-
- تم إدماج التكنولوجيات الحديثة وتوسيع قاعدة الشبكات وتنمية ذكائها و تعصير آليات العمل، فضلا عن اعتماد تكنولوجيا الأقمار الصناعية قصد توفير الربط السريع لفائدة المؤسسات التربوية والجامعية والاقتصادية وتم ذلك بتركيز منفذ بالمحطة الأرضية للأقمار الصناعية ومعدات طرفية للبث والالتقاط لتمكين الحرفاء من خدمة الانترنت . كما تم انجاز ما يفوق الخمسة آلاف كلم من الألياف البصرية وتركيز ما يقارب 400 وصلة من الأحزمة الهرتيزية.
- كما عملت مختلف مصالح وزارة تكنولوجيات الاتصال حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ القرارات الرئاسية الهامة والرامية إلى إعطاء دفع قوى للجهود الوطنية الهادفة إلى إرساء مقومات اقتصاد المعرفة وتأمين اليقظة التكنولوجية وإدماج تونس في المنظومة العالمية لصناعة الذكاء ..
وهذا للعلم احد برامج الرئيس التونسي للأنتخابات الرئاسيه ..
من هنا ندرك إننا لابد من تفعيل دورنا بهذه الثقافه التي اصبحت جزء من حياتنا , من هنا لابد من تعميق مفاهيم أن نركز بالقادم على اهمية الثقافه الرقميه في حياتنا بهذا الوطن , الذي يسير وفق معايير راقيه سواء بالقرار السياسي او الأقتصادي ولابد وان يكون للثقافه الرقميه من نصيب ونصيب كبير إذا ما اردنا إستيعاب لغة العصر الجديد واهميته في حياتنا اليوميه..
أدعوكم لقراءة نص صقيع .. او شات لكاتبنا المبدع الأردني الدكتور محمد سناجله .. في رواياته الرقميه ... آنفة الذكر ..هناك سوف ندرك اهميه ان تتحول كافة اعمالنا الى رقميه.