facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




أوراق متعبة


سهير بشناق
05-01-2018 01:38 AM


ورود بمكانة من نحب ..

هي امراة تعشق الورود لطالما توقفت عند محلات بيعها وسمحت لنفسها ان تشتم رائحتها وكانت ترى بالاخرين نظرات التعجب والاستغراب لانها في كل مرة تقترب من تلك الورود تشتمها وتلامسها بيد حانية وترحل .

في مرة سالها صاحب محل بيع الورود لماذا يا سيدتي لا تشترين ولا وردة واحدة بالرغم من ولعك بالورود هل تسمحين لي بان اهديك وردة تقديرا مني لحبك لها ...؟

فاجابته: لا يمكنني اقتناء وردة واحدة هي بهذا الجمال والبريق الذي يجب ان يبقى مشعا جميلا .

اخاف عليها من فقدان بريقها اخشى عليها ان تذبل وترحل فحبي للورود يدفعني دوما ان ابقيها في مكان بعيد عني ....

انا يا سيدي لا اقوى على رؤية من احب يذبل امامي .... والورود جزء ممن احبهم .

في كل مرة ارى وردة جميلة يسحرني بريقها يحملني لعالم اخر لا رحيل به ولا معنى للشعور بالالم

في كل مرة اشتم رائحتها تذكرني بمن احببتهم وبقيمتهم ومكانتهم في نفسي وخوفي عليهم وكأن رائحتها تشبه انفاسهم .... هي جزء من وجودهم بحياتي التي لا تقوى على ان تفقدهم .

احب الورود لكني اريدها ان تبقى بعيدة عني .... اريدها ان تكون عابرة هكذا كطيف بالسماء .... كنجمة تدور في فلكها ان خرجت عن مداره احترقت!

اليس القمر في مخيلتنا اجمل .... اليس وهو ينور السماء اجمل بكثير من اكتشافه عن قرب

هي قصتي يا سيدي مع الورود هي قصتي مع كل من حولي .... في البعد هم اجمل

اخاف عليهم واخاف على نفسي من الاقتراب .... من ان يصبح وجودهم بايامي نافذتي للعالم

من ان تصبح ملامحهم اشراقة عمر وانفاسهم صلتي بقلبي وكياني.

اخاف على نفسي من حبهم ووجودهم وانا لا اقوى على الابتعاد ؛ ..ولست بالمراة التي تستطيع ان تجد طريقها بالحياة بدونها .

قلبي لم يتعلم بعد ان يقوى بالدرجة الكافية ليتحمل ان يبتعدوا !

قصتي مع الورود ان ابقيها بعيدة ان احبها دون ان اكون قادرة على الاقتراب منها الا بالقدر الذي بيقي جمالها فيها .....

كلما مررت من امام وردة ما لمحت ايام عمري كلها، لاحت بذاكرتي وجوه من احببت استذكرت ملامحهم ،وتذكرت ايضا بانني لو لم احبهم بهذا العمق .... لو لم يستغرقوا بكياني بهذا القدر لما اوجعني غيابهم عني ،لو ابقيتهم عابرين لو لم يستوطنوا القلب والروح لكنت حينها قادرة على اقتناء الورود جميعها .

كم انا ضعيفة امام الورود وكم انا بحاجة لها لكنني لا اقوى على الاقتراب فقد كفاني الزمن بما منحني اياه من غياب قلوب احببتها ورحيلهم بخيارهم الذي غيرني الى الابد وعلمني الا اقترب وان ابقي القلوب التي احببتها بمناى عن الاستغراق بكياني .... لاني لا اقوى على الاحتراق اكثر .

غياب القلوب وغربتها

عمن تحب !

في نهايات العام لم يكن معها،اختار ان يودع عاماً ويستقبل الاخر بعيدا عنها لكن هذا الغياب الذي تشعره هي ليس بهذا اليوم فقط ....

لم يكن غياب يوم لا يعني لها الكثير سوى انه ايذان ببداية جديدة وعام جديد .... تركته لخياره بان يغيب بذاك اليوم وهو اليوم الذي تقترب به القلووب والنفوس .

هو اليوم وتلك اللحظات التي نشعر بمن نحب اكثر واكثر نضيء شموع قلوبنا ونحاول ان نبقي من نحب قربنا لنبدا البدايات معاً .

ولكن لم يكن بقربها وهو الذي اتقن الغياب عند النهايات والبدايات ،

هو من ابتعد بقدر حبها له ،والابتعاد خيار قد لا نملك خيارات القلوب التي تقودنا الى من نحب لكننا نمتلك خيارات البقاء او الرحيل واكثر الخيارات الما هي التي تبقينا بين الغياب والبقاء بين الرحيل والحنين لوجوه من نحب ....

هو ابتعد لانه لا يدرك كيف يكون الحب مرادفا للبقاء .... وهي لا تريده ان يكون بايامها وجهاً فقط تريده ان يختصر ببقائه وجوه كل من حولها.

هي ببقائه تكتفي وان غاب عنها وآخرون !

هي تريده حبيبا وصديقا ورفيقا يفهمها قبل ان يحبها يشعرها بدفء الحب الذي لا يكون بالغياب ولا بالبقاء الموحش الذي لا يختلف كثيرا عن الرحيل . نادت عليه شيء فشيء منذ تلك اللحظة الذي لم يعد يشعر بوجودها

التي لم يعد يلمح بعيونها نظرة الحزن ويكون قادرا على تبديدها كما كان .

اعتادت ان يكون ولا يكون !

انتظرت في تلك اللحظات التي نودع بها عاماً ونستقبل الاخر ان يدق باب قلبها من جديد .

لم تكن تنتظر ان ياتي لها فقط لكنها كانت تنتظر ان يعود لقلبها ونفسها وكيانها لتكون قادرة ان تشعر به من جديد كبدايات العام الجديد .

ليبقى البقاء الموحش الذي تلفه غربة النفوس والقلوب هو ذاته كالرحيل لا فرق بينهما فكلاهما لا يزيدان القلب الا الما ووجعا !

الحب ليس اختيارا هو من يختارنا لا يعرف اسماءنا ولا من نكون ولا كيف نكون .

يتسلل الى اعماقنا وقلوبنا دون ان نكون قادرين على ايقافه وكاننا باستسلامنا له نعلن ضعفنا ولا نكون سوى امامه اقوياء !

ولكن كيف نستمر مع هذا العشق وماذا نختار بعد ان ندمنه هو خيارنا نحن.

فليكن خيارك الغياب فهو لن يزيدها وجعا اكثر من قرب يذكرها بتلك الشموع التي اضاءتها يوم رحيل عام واستقبال الاخر ،. شموع احترقت ولم يبق منها شيء، ولن يكون بقدرتها ان تعيد اشعالها مرة اخرى ولو رحل عام اخر وأتت اعوام اخرى .

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :