قبل خمسين عاما وفي الأول من آذار, انطلق الصوت الأردني إلى فضاءات العالم الرحبة لينقل صوت المغفور له الحسين طيب الله ثراه مبشرا بفجر إعلامي يحمل صوت الأردن العربي الحر في إطار استقلال وسيادة الوطن.
فعندما باشرت الإذاعة الأردنية بثها الرسمي كانت تؤذن لمرحلة جديدة تماما في حياة الأردنيين ... حيث أصبحت الملاذ الذي يلجأ إليه الجميع, فقد كانت تخاطب كل الفئات, وكل الأعمار, فبدت اقرب لأن تكون جامعة شعبية.ولم يقتصر دورها على الاهتمام بالأحداث السياسية فقط , بل كانت فلسفتها منذ النشأة تقوم علي ضرورة صياغة الشخصية الأردنية في قالب الوطنية , التي تستند الي تاريخ الأردن العربي, ثم الي تاريخه الإسلامي.
تطورت الإذاعة بعد ذلك تطورا هائلا لكي تصل الي ما أصبحت عليه الآن, بعد ان أصبحت مدرسة متميزة في الإعلام الإذاعي, يغطي إرسالها كل أرجاء العالم, حاملا صوت أمة علمت الإنسانية اصل الحضارة, ونشرت ولا تزال تنشر بين البشر جميعا دعوة الحرية والمحبة والأخوة والمساواة.
خمسون عاما من الإبداع والأصالة والنهج الوطني والأخلاقي والمهني الرفيع, كان عليها العب الأكبر في حمل رسالة الأردن الداعية والداعمة لتوحيد الصف العربي وتفعيل العمل العربي المشترك لمجابهة التحديات والأخطار التي تواجه الأمة .والمساهمة في نقل صورة الأردن المشرقة وما حققه من تقدم وانجازات في الميادين كافة بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة وجهود أبنائه المخلصين الى العالم الخارجي .
فبرغم التطور التكنولوجي الهائل وانتشار الفضائيات ومحطات "أف ام "الإذاعية لا زالت إذاعتنا تسرق انتباهنا، فنصغي إليها في أوقات كثيرة، وفي أمكنة لها خصوصيتها، فهي لم تفقد ألقها لأنها كانت ولا تزال مولداً حقيقياً لأسماء النجوم الذين يدخلون معترك حياة الإعلام والفن والصحافة.
في عيدها... لابد لنا أن نتذكر ما قدمه الرعيل الأول من جهد إعلامي للنهوض بها حيث استطاعوا خلال فترة وجيزة أن يجعلوها من أهم الإذاعات العربية. كما كان لتصديهم من خلال الكلمة الصادقة الجريئة دور في الدفاع عن الأردن أرضا وقيادة وشعبا .
مبروك لحاضنة الفنانين العرب ... مبروك للإذاعيين الذين ما زال في عروقهم عزم المنافسة!
مبروك لنا جميعا عيدها الذهبي، وهي تواصل أداء رسالتها بكل وطنية ومهنية عالية ، طيلة هذه السنين، ليظل صوت " هنا عمان" عالياً وعميقاً داخل كل أردني مهما ابتعد عن الوطن.
Ibrahim.z1965@gmail.com