ليس من المعقول أن تكون الأردن شعبا بلا ارض ليصبح عالة برغيف الخبز على الآخرين، ولا أعلم هل هو مخطط لأن يصبح خبز الأردنيين مغمس في الذل ، وقد استوقفني مشهد استقبال شحنة القمح الأمريكية في السجاد الأحمر والأهازيج ما احوجنا إلى إعفاء الكثيرين من مواقع المسؤولية بعد أن أصبحت مواقع المسؤولية عند البعض هواية وتدوير وبريستيج وهنا نستذكر نهج وصفي التل رحمه ومخططه في التنمية الزراعية لعل وعسى نلتقط منه إشارات نبني عليها ومن خلالها آمال لطالما حلمنا بها طالما أن العقول قد تحجرت وتوقفت عن التفكير ولم تجد حل أو منفذ إلا لقمة خبز الفقراء .
ألم يضع الشهيد وصفي التل رحمه مخططا لتوسعة عمان باتجاه الشرق وترك غرب عمان للزراعة فماذا حدث بعد رحيله ومن عاش في تلك الفترة يمكن ان يقارن كيف كان شعير وادي عبدون وكيف كان قمح خلدا ، ونوعية الكرسنة ارض الصويفية وهنا أتحدث عن التخطيط الاستراتيجي باختلاف الزمان والمكان ، ألم يشجع الشهيد وصفي التل الزراعة بسهل حوران شمال المملكة لأنه يعرف مدى خصوبة هذه الأرض ورائحة ترابها الأردني العبق المعطاء ولأنه رحمه الله يعرف ماذا يعني ان يأكل الأردني مما يزرع وكيف نكون أحرارا ومستقلين اقتصاديا دون ان نكون تابعين لأي احد وأي كان ، أين سهل حوران الآن وأين بياراته وليمونه وقمحه , الأصفر، وأين التسهيل على مزارعيه ما هو وضع المزارعين فيه وهم ملح تراب وأبناء وطن وشأنهم شأن كل الأردنيين مستعدين للذود عن حمى الوطن الغالي وترابه وملكيه في الغالي والنفيس ، ألا نستطيع أن نلتقط نهجا خاصا وضعه الشهيد وصفي التل خطط في الاستيراد والتصدير وضبط سعر المحاصيل وفوائدها وتسويقها ، ألا نستفيد من نهجه القائم على عدم التوسع العمراني في المناطق الزراعية الخصبة والسؤال هنا أين خطط الحكومة الزراعية في سهول مأدبا وذيبان ألا تعرف الحكومة معاناة مزارعي القمح الكرك والطفيلة ومعان ..
وهنا نطرح التساؤل الاتي عن أي مسؤولين نتحدث هذه الأيام وما هو معدنهم ومدى انتمائهم للوطن وما هو مدى حرصهم على أجياله التي ضاعت بين البطالة والحرمان والفقر والشعور بالغبن تجاه من يمنحهم حقهم في العيش الكريم ، لقد أصبحت حياتهم أصبحت مرهونة للبنك الدولي ، ألم يرى هؤلاء حجم الخسائر التي أصبحت لا تحتمل على مزارعي الأغوار وهناك مخططات أن تتحول الأغوار لمنتجعات وفنادق سياحية ولا اعلم من سيقضي الليالي الحمراء من الأردنيين في هذه المنتجعات ، نعم لقد علقنا الجرس الأحمر ونحن بأمس الحاجة إلى تغيير شامل يهدف لحماية الأمن الغذائي والأمن الاجتماعي ، و تخطيط اقتصادي وامني وسياسي واجتماعي عميق كيف تقاس الأمور والدولة عليها مديونية في المليارات وكل عام تترتب فوائد جديده بالمليارات أيضا ، والذي يقرأ المشهد الآن وردات الفعل يلاحظ أن كل جهة تنتقد الأخرى بحيث تجسد المثل الذي يقول (الكل يشيل النار عن قرصه ) والكل يرى في نفسه الملهم والمنقذ وخطط وشعارات براقة دون عمل و من هو المسؤول عن كل ما يحدث لا احد يعرف ، في نهاية المطاف لا نملك إلا الدعاء ا، يحمي الله الأردن الغالي وأن ييسر لجلالة الملك البطانة الصالحة الحقيقية التي تخاف على مصلحة الوطن وتبتعد عن جيب الفقراء ولقمة خبزهم وتصون ثقة سيد البلاد بهم.
والله من وراء القصد
TARAWNEH.MOHANNAD@YAHOO.COM