في الوضع الإيراني.. ترهق المحطات الفضائية نفسها, بالحديث عن الداخل وتشعباته, بعضها يأخذ جانب الأقليات.. وحقوقهم المهضومة, والبعض الاخر يأخذ جانب النظام وحجم انفاقه على حروبه الخارجية ورغبته في التوسع , وبعضها بدأ يتحدث عن القيود الإجتماعية التي فرضها المرشد على الشعب والتي كبلت للحظة المجتمعات..

أقرب وصف لما يحدث في إيران, هو الوصف الشعبي الأردني.. فأنت حين تسأل أحدهم عما يحدث يجيبك على الفور مختصرا كل ما تحلله وتقدمه الفضائيات بكلمة واحدة: (ولعت).. وهي أبلغ وأشمل وأدق من كل التحليلات..

العقل الأردني أبدع في اختصار الأحداث, مثلا حين تندلع أعمال شغب في مباراة من مباريات دوري المناصير.. وتسأل عما حدث تجد كلمة (ولعت) تسبق أي شرح للأحداث الكلمة بحد ذاتها كافية.

حين يلقي يحيى السعود كلمة في البرلمان, وتحدث مشاحنة مع أحد النواب فإن اختصار الحدث يتم عبر كلمة: (ولعت).. حين تقف أمام مطعم فلافل, وتسمع صراخا قادما من الجهة المقابلة بالضرورة أن تنطلق كلمة (ولعت) من أحد الزبائن..

حين يتشاجر مواطن مع رقيب سير على خلفية قطعه الإشارة حمراء, أيضا بالضرورة أن تداهمك كلمة (ولعت) من أحد المارة.

وأحيانا حين تجلس في مقهى وتدخل سيدة جميلة, الأردني لايكتفي بالنظر.. فهو وعن دون شعور, يقول على الفور:(ولعت).. حتى حين يحتفل بفوز منتخب بلاده ببطولة ما وتخرج الناس في الشوارع وتكون منتظرا أحد الاصدقاء وحين تسأله عن سبب تأخره يجيبك على الفور (مولعة) في الشارع.

(ولعت) كلمة جامعة.. في الحب تستعمل, في الهوشات في إطلاق النار, في المسيرات, في نقاشات النواب، في الدبكة، في الغزل, في المناسف حين تفرد.. في زغرودة أم العريس.. في الفاردة حين تكون كبيرة..

نحن دائما (مولعة معنا).. ولن تنطفئ..

على كل حال ما يحدث في إيران بسيط جدا لقد (ولعت)..

الرأي