يقتضي التعليم الطبي ان يتدرب الطبيب حديث التخرج لمدة سنة في أحد المستشفيات، وذلك بعد نهاية السنة الاخيرة في كلية الطب. هذه السنة والمسماة بسنة الامتياز، والطبيب العامل فيها طبيب امتياز هي سنة في غاية الأهمية، ففيها يكون الطبيب جزءا من الفريق الطبي بشاهد ويتعلم ويطبق ليحول خبراته النظرية لخبرة عملية في بداية مشوار طويل.

تمنح شهادات التخرج من كليات الطب مباشرة بعد إنهاء السنة الأخيرة في كلية الطب، أي أن سنة الامتياز ليست جزءا من منهاج كلية الطب.

وعلى ذلك على الطبيب حديث التخرج ان يبحث عن وظيفة طبيب امتياز بعد تخرجه. و تقوم كليات الطب و مستشفياتها الجامعية بتوفير فرص التدريب لمن خرجتهم من الطلبة، كالتزام أدبي نحوهم.

هذا ما حدث مع طلبة الدفعة الأولى في كلية الطب في الجامعة الأردنية عام ١٩٧٨ حيث عملوا كلهم في مستشفى الجامعة، وهذا ما حدث معي عام ١٩٦٩ عندما تخرجت من كلية الطب في جامعة الإسكندرية حيث عملت في مستشفياتها ستة شهور و في مستشفيات وزارة الصحة المصرية ستة شهور أخرى.

يتخرج في الأردن ما يقارب ٢٠٠٠ طبيب محليا من جامعاتنا الوطنية، ويعود بعض الطلبة من دول لا توفر فرص تدريب تلتزم بها أدبيا.

يتنافس الجميع على فرص تدريب قليلة و غير كافية، لا تدريب فيها ولا مراقبة، و الكثير منها بدون أجر، و بعضها يحتاج لواسطة قوية.

ان الأعداد المتزايدة من الطلبة الذين يقبلون في كليات الطب، يشكلون التزاما أدبيا على الجامعات التي استقطبتهم ووفرت البرامج لهم، التزاما يقضي بأن توفر لهم فرص تدريب على مستوى سنة الامتياز مدفوعة الأجر في مستشفياتها الجامعية، و هو من ناحية أخرى التزام وطني نحو شباب سيحملون راية الطب في المستقبل.

إن سياسة اذهب و تدبر أمرك، هي سياسة غير مقبولة، و تلقي بهؤلاء الأطباء في طرق القلق و التوتر والاستغلال.

قد أذهب لحد القول بوجوب ان تكون سنة الامتياز من ضمن منهاج كلية الطب، بدون رسوم و مدفوعة الأجر من المستشفى الجامعي، و لا تمنح شهادة التخرج إلا بعد انتهاء هذه السنة حتى يتحمل الجميع مسؤولياتهم تجاه أبنائنا الطلبة.