عام مضى! ماذا عن القادم ؟
النائب الاسبق م.سليم البطاينة
03-01-2018 12:52 PM
عام جديد استقبلناه على واقع إجراءات اقتصادية قاسية سيكون لها مردود كبير على القوة الشرائية للمواطنين مما يساهم في حدة الاحتقان الاجتماعي ويعجل بحالة الطلاق التام التي نشهدها الان ما بين الدولة والنَّاس !!!! وفِي كل عام ومع بدايته تراودنا الأفكار نفسها، نطوي صفحة سنة مضت بكل ما فيها من حلوها ومرها ، حتى السعادة والحزن !!! ونلملم أشياءها ، نجمعها ونتركها هنالك في زوايا الذاكرة ؟؟ ونودعها لنستقبل باقي ايّام العمر ، متمنين عاماً جديداً بعيداً عن الفقر والبطالة وكساد التجارة ، وان تتحسن ظروفنا المعيشية ، وان يملأ الحب والخير والمحبة بين الناس ، وان تتوقف السياسات والضرائب الموجعة باتجاه المواطنين ، والارتفاع الكبير للأسعار والسلع والخدمات والضرائب المضاعفة والتي وصلت لحد الجنون ٣٠٠٪.
فالسياسات الاقتصادية المتوحشة مرسومة على خيط رفيع انتهكت حقوق الفقراء ، وعملت على اتساع الفجوة الطبقية ، وتسببت بقلق اجتماعي كبير! فالملاحظ اننا نسير نحو الاسوأ، وعلى العالم اجمع ان يقتنع ان الأردنيين أصبحوا فقراء؟ شواهد كثيرة على ذلك فاسألوا مديرة مدرسة الحسا الاساسية عن احوال الطلاب! هل هم بخير! هل هم جياع ويعانون من البرد القاسي !!! وهل لديهم احذية لارتدائها ، أم لا تتوفر لديهم !!! ولنتذكر عدسة مصور جريدة الرأي ( محمد القرالة ) بصور التقطها لطلاب مدرسة البربيطة بالطفيلة قبل سنة من الان ، والتي أظهرت ابشع صور هدر حقوق الطلبة في الحرم المدرسي! حيث ان تلك المشاهدات تقودنا الى شيء مهم وهو افتقار الدولة لدراسات واقع الحال بجنوب الاْردن وغيره من مناطق المملكة ، حيث نرى الدولة بحالة من الغيبوبة الكبرى وتفتقر الى الدراسات المستقبلية لواقع حالنا! فالعلم اصبح يستشرف مستقبله من خلال مراكز دراساته الوطنية !
وان قراءة العام الجديد لا يمكن لها ان تتم الا بفهم الأحداث التي واجهتنا في العام المنصرم والذي كان مليئاً بالقصص ، والخوف الان لدى الأردنيين هو عودة قسرية لأبنائهم الذين يعملون بالخارج ، حيث ان عودتهم ستضيف مزيداً من الاعباء على الاقتصاد الاردني والذي أصلا يعاني من شبه انهيار ، وارتفاعا بنِسَب الفقر والبطالة لدرجة الخطورة والغير مسبوقة؟ فالمواطن الاردني لا يريد اكثر من حل يوفر له كرامة العيش.
امنيات الأردنيين تعددت وتشعبت ، لكنه كان هنالك قاسم مشترك بينهم وهو معانقة السعادة والفرح وطي صفحة من صفحات عام مضى بكل ما فيه من إخفاقات ونجاحات ، والاتفاق أيضا فيما بينهم على واحدة الا وهي آمن الوطن ، والدعاء الموصول بالشكر لله عز وجل لأننا ابتعدنا عن كرات اللهب التي من حولنا بحكمة جلالة الملك وقوة جيشنا عماد أمننا وعزتنا ٠٠٠٠ وكل عام وأنتم بألف خير.