المتابع لما يجري في وطننا الحبيب يشعر بغُصّة كبيرة ونحن نشاهد ونتابع نفس السياسات في الدولة ...
فما المعنى مثلا ان تستمر نفس السياسات في إدارة البرلمان وكان آخرها تمرير أخطر موازنة في تاريخ الاردن بحسب مراقبين بوقت قياسي لم يتجاوز الخمس ساعات !!!
وما المعنى مثلا ان تستمر سياسة الدولة تجاه الحركة الاسلامية باعتبارها حالة امنية وليست سياسية؛ فيتم التعرض لها من الاعلام الرسمي بنفس الطريقة ونفس الأدوات التي كانت سائدة في عهد سلفه. وكان آخرها التعاطي من صحيفة يومية محسوبة على الدولة؛ رغم ان الحركة الاسلامية كانت من اوائل المنتصرين والداعمين لموقف الاردن الرسمي من المؤامرة الامريكية والعربية على القدس.
وما المعنى اننا لم ندرك بعد اهمية ايجاد تشاركية حقيقية بين الدولة واطياف الشعب من احزاب ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني وشخصيات وطنية؛ كنت أظن - وبعض الظن إثم - ان تبادر الدولة لفتح حوارات حقيقية بين مؤسسة الحكم وبين هذه الاطياف بعد الهزة العنيفة التي تلقيناها كدولة وشعب في موضوع القدس وفي موضوع تخاذل حلفائنا التقليديين عن نُصرة حقنا كنظام ودولة وشعب في موضوع المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
وما المعنى ان تستمر سياسة الدولة من خلال الحكومة في سياسة الجباية من جيوب المواطنين بلا كلل او ملل دون النظر في كافة السياسات المالية والاقتصادية التي اوصلتنا الى ما نحن فيه ماليا واقتصاديا.
وما المعنى ان تستمر سياسة الديوان الملكي في منع المخلصين لهذا البلد نظاما وارضا وشعبا من لقاءات صاحب القرار ليضعوه في صورة ما يجري بلا تزويق او تجميل.
كنت متفائلا لينقل الى صاحب القرار ما يعيشه الاردنيون جميعا من ضنك العيش وقسوة الحياة؛ فهو المؤتمن بحكم حساسية موقعه على نقل الصورة الحقيقية التي يعمل البعض ممن هم حول صاحب القرار على ايصالها بصورة لا تخدم سوى استمرارهم في مواقعهم فقط.
اختلف شخصيا مع سياسات الدولة وتدخل اجهزتنا في تفاصيل حياتنا كثيرا؛ ولكننا نشاركهم حرصهم على وطننا وامنا واهلنا فهم المؤتمنون على وطننا وارواحنا وابنائنا.
أنا على ثقة بأن الوقت لم يفت بعد لوضع العجلة في طريقها الصحيح مرة اخرى...
هذا وطننا وهذه ارضنا لن نحيد يوما عن افتدائها بأنفسنا ومالنا وأبنائنا .. هذه رسالتنا باختصار علّها تلامس اسماع مسؤولينا الذين نتوسم فيهم خيرا دائما.