أيها الوزير اتق الله فالله يراقبك
عدنان الروسان
31-12-2017 07:33 PM
هل يجب على المواطن أن يموت و هو ينتظر أن تتمنن عليه الحكومة ببعض حقه ، أم أن المواطنين ليسوا متساوين في الحقوق أمام الحكومة ، و أن هناك مواطن درجة أولى يحق له أن يتعالج إن مرض في لندن و باريس و نيويورك و مواطن درجة ثانية لا يحق له العلاج و عليه أن يموت بمرضه أو بغمه و همه ، هل ابن النائب أو رئيس مجلس النواب أو الوزير أو ابن رئيس الوزراء قدم للوطن أكثر منا و من أولادنا حتى تكون رغباته مستجابة و طلباته أوامر أما نحت فعلينا أن نوسط كل من نعرف و ندلق كل ماء وجوهنا حتى نحظى بموافقة على علاجنا أو علاج أولادنا ، أم أن علينا أن نلجأ لحكومة غير حكومتنا أكثر قربا من أوجاعنا و استجابة لآلامنا.
نعلم أن لو أحدنا قدم طلبا للسفارة الإيرانية للعلاج لقبلت إيران طلبه على الفور و لاعتبرت أن ذلك واجبها رغم انه ليس كذلك و لأوفدته إلى أفضل المستشفيات العالمية حتى للعلاج ، نعلم أننا لو طلبنا من حزب الله ذلك و هو ليس دولة لفعل أيضا و اعتبر أن ذلك عمل يقربه إلى الله ، ناهيك عن أن ذلك المواطن لو أشر بأصبعه للرئيس التركي الطيب أردوغان لفاضت أعين أردوغان من الدمع و أمر بعلاج المواطن الأردني لأنه ربما ما يزال يعتبره من مواطني السلطان عبد الحميد الثاني و من مسؤولية الدولة العثمانية ، بينما إن سأل المواطن الأردني و قد فعل الوزير الأردني المختص بقي يجرجر به في الانتظار و تحميل الجمايل حتى يتأكد أنه سجل عليه كل المواقف التي يحتاجها و ترنو نفسه لها ثم قد يوافق و قد لا يوافق .
المواطن الأردني الذي أتحدث عنه أعرفه حق المعرفة و أعرف انه قام بكل واجباته تجاه وطنه و سدد كل فواتيره و لكن الوطن قصر معه ، لأن الديناصورات التي تحدث عنها الملك لا تقيس بمقياس الوطنية بل بمقياس الاستيطان و لا تنظر للناس بمقدار الانتماء الصادق بل بمقدار ما يقدرون عليه من كذب و نفاق و المواطن الذي أعرفه مواطن أشهد له بالصدق و شهادتي مجروحة فيه و لكنها صادقة.
الأردني حتى يكون مواطنا يجب أن يكون ذنبا لديناصور أو ياورا لمتقاعد متنفذ و أن يكون منتسبا لأحد مراكز القوى يداوم فيه أناء الليل و أطراف النهار يضحك حينما يضحك الديناصور و يكشر حينما يكشر ، و لا يجلس إلا إن جلس و لا يقوم حتى يقوم ، و الأردني الذي لا قبل له بذلك فعليه أن يعتبر أن كل حقوقه مكارم ، و أن يدع المكارم لا يرحل بغيتها و أن يجلس و يبقى الطاعم الكاسي على رأي شاعرنا العربي.
لماذا يوافق الوزير على كأس عصير تفاح لعلاج مواطن بمئات آلاف الدنانير ربما و لكن حينما يتعلق الأمر بمواطن لا يشرب إلا من ماء الشتاء المتبقي في الجرن فإن الوزير يتردد و يتلوى كما تتلوى الأفعى في قيظ الصيف و كأنه سيدفع للمواطن من ماله أو مال أبيه ، و كأنه نصف آلهة يجب السجود له قبل أن يتمنن على المواطن الأردني الذي قال الملك أنه أغلى ما نملك بالعلاج ، هل بتنا غرباء في وطننا و الغرباء ديناصورات أكلة لحوم الأردنيين هم الذين يتحكمون بكل مفاصل الأردني و يذلونه و يذلون ذريته و أبناءه ، هل يحتاج كل مواطن إلى محمد الوكيل أو البث المباشر أو كاتب ليكتب قصته ليحصل على بعض حقه من وطنه و حتى لا يموت من الجوع أو المرض أو القهر أو كلها معا.
قبل أن أغادر قد يضطر المواطن للذهاب الى سفارة ايران او تركيا لطلب علاج ابنه فإن ذهب لا تلوموه فسيبقى أفضل بكثير من الذين ذهبوا لإسرائيل لطلب العلاج.