اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة
أ. د . ثريا ملحس
28-02-2009 07:57 PM
أيها الإعلاميون الأمريكيون عرباً وأجانب. لماذا تغمطون أهم ما جاء في تاريخ أمريكا (الولايات المتحدة) في القرن الثامن عشر على لسان رئيسهم "بينجامين فرانكلين" ؟
قال في خطابه الوثيقة النبوءة يحذرهم من مجيء اليهود إلى أمريكا... بل يجب طردهم !
***
أإلى هذا الحد استطاع الإعلام اليهودي الصهيوني أن يمحو من ذاكرتكم التاريخية الوثيقة التي تركها وراءه للآباء والأحفاد ؟! وفيها تنبأ بأن اليهود سيغزون أمريكا. وسيحكمون أقدارها ويسيرون أمورها كما يشاؤون اقتصاديا وإعلامياً كذباً ونفاقاً ! ويبدلون عقائدها الدينية السمحاء ويربطونها بتوراتهم وتلمودهم العنصري الذي يدعوهم دائماً إلى قتل حياة البشر سواهم. المتعطش دائماً إلى شرب الدماء ولا سيما دماء الأطفال لكي لا يكبروا. وبقر بطون النساء لكي لا ينجبن. كما فعل قائدهم الجبار يشوع بن نون الذي دخل قرية أريحا وكل القرى الفلسطينية وتركها ركاماً من حجر وبشر وشجر وضرع ! واليهود في نظر "فرانكلين" كالأخطبوط يعصر في أطرافه الحياة. ويمتص الدماء. أو ربما كالسرطان الخبيث الذي يلتهم اللحم والعظم وكل أنحاء الجسد. ألم يطلب منكم أيها الأمريكان رئيسكم فرانكلين منذ مئتي سنة بل تزيد أن تطردوا اليهود من بلادكم قبل أن يستشري الشر. وهم شعب يدمرون الحياة أينما حلوا ؟! لماذا أسقطتم من ذاكرتكم. بل من تاريخكم حتى ذكر اسمه رئيساً سابقاً لكم ؟! وهذا عجب عجاب ! على الرغم من أن الأسباب أصبحت واضحة حتى في عقول الصغار ! ...
لقد صممتم آذانكم لأن ضباب الجهل داهمكم ولم ينجل عنكم حتى الآن. وأنتم في سياستكم تعمهون ! وقد بعتم ضمائركم بأبخس الأثمان. واعتنقتم الصهيونية فأصبحت مرادفة لمسيحيتكم المزورة ! وأنا أؤكد لكم أنكم لم تقرأوا الوثيقة النبوءة التي سجلها التاريخ. على الرغم من أنوفكم الممرغة بالكذب والاحتيال. بل أجدتم التمثيل على مسرح اللامعقول واللاإنساني. ووقعتم في الجريمة النكراء نفسها مع الصهاينة العنصريين الذين صلبوا مسيحنا العربي وعقيدته السمحاء خوفاً منه على دحر ربكم "يهوة" مصاص الدماء !
هل فعلاً لم يقرأ المستنيرون منكم تلك الوثيقة النبوءة الموجودة اليوم في معهد "فرانكلين" بفيلادلفيا ؟!
وأصبحتم اليوم أيها الأمريكيون عبيداً في أيدي الصهاينة حتى جعلتم المستنيرين عرباً وأجانب "عملة" واحدة تتبعون خطابهم وأقوالهم المزورة وإعلامهم. ترددونها كالببغاوات وتستخدمونها لتسعطفوا. ولتستجدوا أصواتاً توصلكم إلى سدة الحكم سواء أكنتم ديمقراطيين أم جمهوريين أم غير ذلك ! ونحن العرب ومعنا المستنيرون الأجانب ذوو الضمائر الحية لا نصدقكم. وإنما لن تقنعونا بأقوالكم الكاذبة التي استطاعت أن تجر إليها بعض حكامنا العرب المتخاذلين الجهلة ! وبكل مرادفات الصفاقة والوقاحة والتزوير وقفتم إلى جانب الصهاينة مؤيدين "دولة يهودية" لهم ليس في جزء من فلسطيننا التاريخية والجغرافية منذ مئات آلاف السنين وحسب... وإنما استمررتم "من وراء الستار" – تؤازرون وحشيتهم المفرطة ! وقد سلحتموهم جهاراً بآلات السحق والمحق والتدمير لتبقى فلسطين كلها لهم تساعدونهم في إفراغها من سكانها الأصليين بلاد الآباء والأجداد منذ كانت فلسطين ! هيهات... هيهات ! إن العرب هم الأمة العظيمة التي أشرقت حضارتها على العالم كله. وهي الأمة الحقيقية .. والصهاينة هم اللصوص الذين ساعدهم الغرب من قبل وجعلوا لهم دولة مصطنعة مغتصبة من أرض ليست من أملاكهم ! ومن بعد هرعت أمريكا واحتضنتهم بكل قوة حتى أصبحت تساويها إن لم تتفوق عليها وحشية واستكباراً ! خارجة عن القانون وشرعة حقوق الإنسان بل فوق القانون ! وأمريكا عمياء وخرساء كما العالم الأوروبي الذي شارك في الجريمة وفي العمه والصم والخرس ! يا الله ! ما الذي يجري في هذا العالم الأسوأ المحتضر !
فالوقاحة مع كل مفرداتها تعيا على وصف وقاحتك يا أمريكا ويا حكام أمريكا. ويا لسياسيتك الضالة الخارجية ! كما أن وقاحتك بتكرارك حتى المجج والقرف أن تساوي أصحاب الحق والضحية بأصحاب الباطل الجلادين ! ما أغرب الدنيا ! وما أغرب الإنسان وتكوين دماغه وقلبه ! فهو شيطان تارة.. وتارة ملاك ! تارة يضمر كل ما لا يقوله لسانه جهراً من غدر وكره ومقت ونفاق.. وتارة ضميره يقفز إلى لسانه ويكشف الحقيقة فيتآلف الضمير واللسان ! ومن تآلف لسانه وضميره ينصر صوت الحق. وصوتنا نحن العرب هو صوت الحق لأن أدياننا دعتنا إلى ذلك إذ رفضت الباطنية والنفاق. فالانتفاضات يجب أن تستمر حتى تعود الأرض المسلوبة إلينا.
إلى الأم الأصلية الحقيقية.. هكذا علمنا التاريخ آجلاً أم عاجلاً..
إن المقاومات ضد المستعمرين الغربيين والصهاينة المستكبرين على هذه المعمورة يجب أن تستمر حتى يبين الحق. وبعد مئة سنة وقبلها مئات من المستعمرين قد اندحروا أمام إيماننا بحقنا وعداً لآبائنا. لأجدادنا المجاهدين الشرفاء في كل زمان وفي كل مكان... وأخيراً وصلت الرسالة مثل النور الساطع إلى قلب من فهم أسرار الخبثاء الذين احتلوا بلادنا ثم طواهم التاريخ إلى غير رجعة ! ويبقى لنا النور والصدى ينبعثان من كنيسة القيامة في القدس ومن قبة الصخرة والمسجد الأقصى. نور عيسى بن مريم المسيح ونور محمد الرسول ينادينا على لسان نصر الله الحسن. وعلى لسان غزة المناضلة من تحت الأنقاض والركام. ومن قلوب الأطفال الذين يتحدون كل دمار وخراب وركام. يتحدثون عن مآسيهم بعزة وكبرياء بلا دمع ولا خوف ! وهل يعقل أن يكون بين البشر إنسان مهما كان متوحشاً أن يقول بوقاحة وشماتة وقسوة وفرح إنه "يتلذذ بمشاهدة أشلاء الأطفال المتناثرة" ! المفحمة أجسادهم ووجوههم. والمنطفئة عيونهم من سموم الوحوش الصهاينة التي رشتهم بمبيدات الحشرات ! بسموم بيضاء وسوداء ! بعبثية اللاإنسانية ؟!
وهل يعقل أن يقول حكامهم إنهم يتمنون "أن يستفيقوا يوماً وغزة اختفت من الخريطة" ؟!
وهل يعقل أن يتمنوا جميعاً أن تتحول غزة إلى رماد. إلى ركام. بلا أطفال. بلا نساء. بلا "إرهاب" ! والصهاينة هم أم الإرهاب. وقد استوردوه من أوروبا ومن أمريكا. وقد أخافهم مقاومونا الفلسطينيون في كل زاوية بآلات صنعوها بأيديهم الطاهرة. ولم يغدق عليهم أحد كما فعلت أمريكا المجرمة المشاركة في تسليح الصهاينة بأعنف آلات الدمار ! وأوروبا المؤازرة بالتبعية قولاً وفعلاً ؟!
وهل قرأتم أيها الناس.. أيها البشر.. تاريخ الإمبراطوريات البائدة التي خرجت من بلادها مستعمرة الأرض والبشر. تماماً كما استعمرت دول أوروبا وأمريكا الولايات حديثاً فيما بعد.. أن حولت البلدات إلى سجون. مدمرة كل العمار والعمران والبشر. تقتل حتى الإبادة مثلما يفعل الصهاينة اليهود في فلسطين ؟!! فتمنع السكان الأصليين من التحرك !! ومن الطعام والماء حتى الهواء ؟!! تحاصرهم براً وجواً وبحراً ؟!! وتمنع عنهم الدواء والعلاج ؟!
سجل أيها التاريخ المنصف أن الدولة اليهودية الصهيونية التي تدعى "إسرائيل" هي الوحيدة التي خطفت بلاداً. وسرقت الأرض. وسجنت سكانها. وأغلقت معابرها متمنية الموت النهائي لأنها أعجز من أن تنتصر على المجابهة والمقاومة التي تتصدى لها من كل زاوية ! تخرج من الرماد. تخرج من التراب. تخرج من الغيوم البيضاء الممزوجة بالسم والحقد والدمار لتدخل جلود الأعداء الصهاينة المعتدين المستكبرين. لتدخل عيون الأعداء الصهاينة.. ثم تخرج مارداً من نار الشمس: لتحرق الأيدي الملطخة بالدماء.. لتمرغ أنوف الأعداء بإذن الله. إله الأكوان وجميع المخلوقات. وتدمر إله الصهاينة العنصري الذي يدعو دائماً إلى قتل الحياة مستثنياً صهاينة التلمود والتوراة !!
كلمتي هذه لن تكون الأخيرة... سأظل أخاطب وقاحة الأوروبيين والأمريكان: أخرجوا من بلادنا. لا نريد أية مساعدة بل هي في حقيقتها الرشاوي ! لا نريد شيئاً من العالم. نريد أن نعيد أرض العرب موحدة لكل العرب الذين كانوا مهد حضارة الإنسان وإنسانية الإنسان. الحضارة التي أشرقت شمسها على أوروبا التي كانت ملفلفة بالظلام. وظلام الظلمة. فانتبهوا أيها الشباب وأيها الأجيال القادمة لإعادة ما ضاع في عهود الاقتتال والتمزق والتقسيم والاحتلال وتوحدوا على الرغم من أنوف حكامكم المتخاذلين المنحرفين الصابئين عن سراط الحق وعن الوعد. بعد أن امحى الخوف المصطنع في قلوبكم. محاه قادة المقاومة ابتداء من جمال عبد الناصر عبر حسن نصر الله إلى المقاومين الأبطال في غزة. وعلى رأسهم حزب حماس الذي خرج على الذين باعوا فلسطين. ورضخوا للذل. للاعتدال. لحوار الطرشان. للمماطلة سنين ! للرضوخ لسياسة الأمريكان والأوروبيين الذين باعوا ضمائرهم لإبليس !
ومازلنا حتى الآن نسمع صوت أمريكا الذي لا يغيره سوى الزمن بالقول إن "حماس" هي المعتدية لا إسرائيل (الصهيونية) ! فمن يصدق أن المقاومة كانت المعتدية عند الشعوب التي قاومت كل احتلال ؟! ألا تخافون أيها الأمريكان والأوروبيين من التاريخ الآتي ليحاكمكم على مقصلته ؟!! فلا تثقوا أيها المقاومون. وأيها الحكام المتخاذلون ب "أوباما" لأن في فمه قول الباطل.. قول السياسة الأمريكية الخارجية ! التي لا يغيرها إلا الموت !
ويا "أوباما حسين" لقد محوت من ذاكرتك أيضاً عذابات آبائك السود في أمريكا العنصرية وقد ساوتكم والكلاب ومنعتكم من دخول الجامعات والمطاعم ! بينما جاء الرسول الأعظم محمد ليعتقكم ويحرركم من الاستعباد والرق.. "وأول من عتق وحرر الأسود بلال وقد اصطفاه لكي يؤذن بالناس".. كما دعا إلى المساواة التامة بين البشر !
استدراكا: فليقرأ الضمير الحي: أرسل ربطاً مع مقالي هذه "الوثيقة النبوءة" التي تحذر أمريكا من دخول اليهود إلى بلادها ! مستلة من خطاب الرئيس الأمريكي المنسي قصداّ "بنجامين فرانكلين" في عام 1789م !